السؤال
أنا شاب مهندس, ومنذ أن تخرجت إلى الآن لم أستقر في وظيفة منذ أكثر من سنة, رغم أنني عملت في بلدي, ثم سافرت إلى بلد خليجي, وأنا الآن يائس جدًّا - فلم أتزوج إلى الآن - خاصة عندما أفكر بكل ما مر معي من مشاكل حتى في صغري, فقد مررت بمشاكل في المدرسة مع الطلاب, ولا أعرف لماذا, سوى أنني لا أملك الخبث, وغيري يملكه, وأرى الكثير ممن وفقوا في حياتهم على غير طاعة, وممن يقال عنهم في المجتمع: يعرفون من أين تؤكل الكتف, فماذا أفعل؟ وما سبب ما أنا فيه؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاحمد الله تعالى على ما أنت عليه من الخير وطيب الطوية, واعلم أن ما عند الله لا يطلب بمعصيته, وقد جاء في الحديث: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها, وتستوعب رزقها, فاتقوا الله, وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن يطلبه أحدكم بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه ابن ماجه.
فننصحك بالتفاؤل, وعدم الشعور باليأس, وأن تستعين بالله تعالى في إصلاح أمورك, وتكرر الدعاء, ولا تيأس من الاستجابة, ففي صحيح مسلم مرفوعًا: يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل.
وعليك بتحري الدعاء ساعة الاستجابة, كآخر الليل, وأدبار الصلوات, وادع بدعوة يونس, وباسم الله الأعظم، ففي الحديث: دعوة ذي النون التي دعا بها في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها مسلم في كربة إلا استجاب الله له. رواه الترمذي والحاكم وصححه, ووافقه الذهبي.
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كنت جالسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد, لا إله إلا أنت، المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أتدرون بم دعا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. رواه النسائي, والإمام أحمد, وصححه الألباني.
و أخرج مسلم وأصحاب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا، فيقول: هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ حتى ينفجر الصبح.
والله أعلم.