السؤال
ما حكم بدء الكتابة بالبسملة، ثم الحمد، ثم الصلاة والسلام على النبي عليه الصلاة والسلام، ثم قول أما بعد، ثم الختم بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الحمد، أو قول الله أعلم؟ فمثل هذه الأفعال وجدته في كتابات كثيرة من العلماء الكبار الذين أثق فيهم وأحسبهم على منهج السلف ويحاربون البدع، فهل إيجاد هذا عن عدد كبير من مثل هؤلاء يكفي في تقليدهم في فعله؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن البدء في الكتابة أو غيرها ببسم الله وحمده والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروع، وهو كذلك في كل أمر مهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: كل كلام أو أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله عزّ وجلّ فهو أبتر، أو قال: أقطع. رواه أحمد في المسند، وابن ماجة وغيرهما بألفاظ متقاربة، منها: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله وببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع.
وفي صحيح ابن حبان: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله، فهو أقطع. وحسنه النووي.
وثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيصر: بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد عبد الله ورسوله.
وقد أمرنا الله تعالى بالصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا {الأحزاب:56}.
وقال الإمام النووي في كتاب الأذكار: أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله تعالى والثناء عليه، ثم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك يختم الدعاء بهما، والآثار في هذا الباب كثيرة معروفة.
ويشرع للمتحدث أو الكاتب.. أن يقول بعد ذلك: أما بعد ـ تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فكثيرا ما كان صلى الله عليه وسلم يقولها في أحاديثه وخطبه بعد المقدمة؛ كما جاء ذلك في الصحيحين وغيرهما، وهي كلمة يجاء بها للانتقال من أسلوب إلى آخر، ولذلك، فإن ما وجدته في كتب أهل العلم الموثوقين من السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والسلف الصالح.. فلك أن تقتدي بهم فيه.
والله أعلم.