السؤال
حدثت مشكلة بيني وبين شخص ما, ثم تصالحنا, وبعد ذلك تقابلنا فأعرضت عني دون سبب, فهل نحن من المتشاحنين؟
حدثت مشكلة بيني وبين شخص ما, ثم تصالحنا, وبعد ذلك تقابلنا فأعرضت عني دون سبب, فهل نحن من المتشاحنين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن فائدة الصلح أن يزول ما بينكما من التقاطع والتدابر, وأن يسلم بعضكما على بعض, ولذلك فإذا كان إعراض خصمك عنك بسبب ما جرى بينكما فمعناه أن الصلح لم يتم, وأنكما ما زلتما متقاطعين، وهذا ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ, يَلْتَقِيَانِ: فَيُعْرِضُ هَذَا, وَيُعْرِضُ هَذَا, وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ. رواه البخاري ومسلم.
فكوني أنت خير المتقاطعين, وابدئي بالسلام, قال ابن حجر: قال أكثر العلماء: تزول الهجرة بمجرد السلام وردّه، وقال أحمد: لا يبرأ من الهجرة إلا بعوده إلى الحال التي كان عليها أولًا، وقال أيضًا: ترك الكلام إن كان يؤذيه لم تنقطع الهجرة بالسلام، وكذا قال ابن القاسم.
ولكنك إذا أردت قطع الهجر معها واستمرت هي على امتناعها, فإن الهجر ينحل من جهتك, ويبقى الإثم عليها.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني