السؤال
ما مدى صحة هذا الكلام:
الوصول للنفس المطمئنة: كثرة ذكر الله، وكثرة السجود، وبندان آخران لم أعد أذكرهما.
ما مدى صحة هذا الكلام:
الوصول للنفس المطمئنة: كثرة ذكر الله، وكثرة السجود، وبندان آخران لم أعد أذكرهما.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كثرة الذكر والصلاة من أسباب صلاح النفس، وترقيها في مراقي الإيمان. فالصلاة تعين على منع النفس من الفواحش كما قال الله تعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}.
وأما الذكر فهو العاصم لها من تسلط الشيطان عليها كما في الحديث: وآمركم بذكر الله عز وجل كثيراً، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره، فأتى حصنا حصينا فتحصن فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. رواه أحمد والترمذي والحاكم، وصححه الألباني.
وبقدر ما يجاهد العبد نفسه في التمسك بالطاعات، والبعد عن المنهيات يزداد إيمانه حتى تكون نفسه مطمئنة، خاضعة لله، راضية بحكمه الشرعي والقدري.
وقد قال ابن القيم: وأفرض الجهاد جهاد النفس, وجهاد الهوى, وجهاد الشيطان, وجهاد الدنيا, فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته. انتهى.
وقال أيضا: وقد ركب الله سبحانه في الإنسان نفسين: نفسًا أمارة, ونفسًا مطمئنة، وهما متعاديتان، فكل ما خف على هذه ثقل على هذه، وكل ما التذت به هذه تألمت به الأخرى، فليس على النفس الأمارة أشق من العمل لله، وإيثار رضاه على هواها، وليس لها أنفع منه، وليس على النفس المطمئنة أشق من العمل لغير الله، وما جاء به داعي الهوى, وليس عليها شيء أضر منه، والملك مع هذه عن يمنة القلب، والشيطان مع تلك عن يسرة القلب، والحروب مستمرة لا تضع أوزارها إلا أن يستوفى أجلها من الدنيا، والباطل كله يتحيز مع الشيطان والأمارة، والحق كله يتحيز مع الملك والمطمئنة، والحرب دول وسجال، والنصر مع الصبر، ومن صبر وصابر ورابط، واتقى الله فله العاقبة في الدنيا والآخرة، وقد حكم الله تعالى حكمًا لا يبدل أبدا: أن العاقبة للتقوى، والعاقبة للمتقين. اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني