السؤال
عندما أصلي التراويح أحاول أن أتأمل في التلاوة، وأن أتخشع رغم صعوبة ذلك، وأتمكن بفضل الله من ذرف بعض الدميعات، فيعجبني الحال إذ إنني أعقد النية أنها لله، ولكن توسوس لي نفسي أنني أرائي الناس، وأعوذ بالله من الرياء.
ما رأيكم في هذا؟ وإذا تفضلتم ببعض النصائح بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتدبر كتاب الله تعالى، والخشوع والبكاء عند تلاوته أو سماعه, والخشية عند ذكر وعيده. كل هذا من صفات المؤمنين الصادقين الذين يستشعرون عظمة الله، ويستحضرون مراقبته؛ قال سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. [لأنفال:2]. وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا {الإسراء:107}.
وقال تعالى: وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا {الإسراء:109}.
وعلى هذا فما يصدر عنك من تأمل، وخشية، وبكاء عند كتاب الله تعالى نعمة عظيمة، فواظب عليها ما استطعت, وفرحك بذلك أمر محمود ولا حرج فيه؛ قال الله تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58].
وفى الحديث الصحيح: من سرته حسنته, وساءته سيئته فهو مؤمن. وراجع الفتوى رقم: 191207
وما توسوس به نفسك من كون هذا رياء، فهو من كيد الشيطان ليقطعك عن طريق الخير، وليحرمك من هذه الطاعة, فلا تلتفت لمثل هذه الوساوس, واجتهد ما استطعت في تدبر كتاب الله تعالى، والبكاء عند تلاوته مع الإخلاص في ذلك.
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 150289 ، والفتوى رقم: 55754
والله أعلم.