الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الكسب عن طريق الإعلانات وتنزيل البرامج في المواقع الإلكترونية

السؤال

ما حكم وضع صور بنت متبرجة على موقع أمريكي، وهذه طبيعة الأمريكان؟ وهل حرام أن نتعامل معها؟ وما حكم الربح من هذه الشركة؟ أربح من مواقع الرفع والتحميل التي تكلم عنها الكثير، وأنتم تعرفون ما هي طبيعة الموقع وأذكركم بها، وهي أنه عندما يقوم شخص بتحميل ملف سواء كان إسلاميا، أو أي شيء يرضي الله عز وجل، وهذه الإعلانات يمكن أن تكون لصور نسائية ليست إباحية وبنوك ربوية، فما الحكم في ذلك؟ وهل الربح منها حلال؟ وإذا كانت لا توجد طريقة لربح الموقع إلا من الابجريد فقط، فهل علي ذنب؟ وما الحكم في ذلك؟ أنا لا أستخدم الابجريد، وهي الترقية، وهناك أشخاص يريدون التحميل بسرعة، فهل علي ذنب؟ وما الحكم في ذلك؟ أريد أن أنشئ موقعا مثل ماي ايجي، وسيكون موقعي ـ إن شاء الله ـ لمقاطع إسلامية ترضي الله عز وجل ونشر روابط التحميل وأكسب من الذي يحمل هذه الملفات وأضغط على الشركات الربحية وأجد في البانر الخاص بها مثل صورة إسلام ويب أو مركز الفتاوى، وهذه الصور ليست إباحية وليست قمارا، وأنا والأصدقاء نعمل شيئا اسمه المشروع، وطبيعته كالآتي: يقوم شخص ما بالتسجيل في الشركة ويقوم بنشر المشروع للحصول على رفريل كثير، والرفريل هوا أن يقوم شخص ما بإرسال دعوات إلى أشخاص لم يسبق لهم التسجيل في الشركة، ولكل مسجل الرابط الخاص به فيقوم رئيس المشروع بالتالي:
1ـ يسجل في الشركة.
2ـ يقوم بإنشاء موضوع في المنتدى مثل الدي في دي.
3ـ يعلن شركاته ليسجل فيها الأعضاء وبالتالي يكسب إيميل رئيس المشروع مقابل ضغط المشترك في المشروع.
ويقوم رئيس المشروع بتحديد الأرباح مثلا 50%، لنفترض أنني سجلت في شركة ضغطة الرفريل فيها 1 سنت، فضغطت على 100 إعلان ب100 سنت، فسيكون رصيدي دولارا وحدا، وفي حساب رئيس المشروع دولار وحد نتيجة ضغطاتي، وبما أن لرئيس المشروع 50 % من أرباحي، آخد 50 سنتا ،لأنه كسب مني دولارا واحدا نتيجة ضغطاتي، وهكذا يتم حساب الأرباح، ويتم تحويل النقود إلى حسابك البنكي الألكتروني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأولا: لم تبين لنا في سؤالك طبيعة تعاملك مع ذلك الموقع الأمريكي، وحسن السؤال نصف العلم، وعموما، فإن كان تعاملك مع هذا الموقع منضبطا بأحكام الشرع ولا يتعلق بتلك الصور وأمثالها من الأشياء المحرمة، فلا حرج في ذلك، أما إن كان التعامل عن طريق ترويج تلك الصور، أو الإعلانات التي تحتوي على تلك الصور ونحوها من المنكرات، فلا يجوز ذلك، لأنه من التعاون على الإثم والعدوان، وانظر الفتوى رقم: 119493.

ثانيا: لا يجوز التربح عن طريق وضع إعلانات تتضمن صورا محرمة، أو إعلانات لبنوك ربوية، أو غير ذلك من المحرمات كما لا تجوز الدلالة عليها ولا إنشاء روابط توصل إليها، لأن هذا كله من التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.

وكما أن الدال على الخير كفاعله، فإن الدال على الشر كفاعله أيضا، وانظر الفتوى رقم: 52650.

ثالثا: فيما يخص الترقية: إن كان الربح في مقابل توفير خدمة التحميل السريع لمواد الموقع المباحة فلا حرج في ذلك، لأن سرعة إنجاز الأعمال من المنافع المشروعة.
رابعا: بخصوص: referrals ـ فإن كان التسجيل يتم بدون اشتراك مالي وكان مكسبك من الموقع وليس من الأشخاص الذين يقومون بالتحميل، فلا حرج في ذلك، أما إن كان هؤلاء يسجلون بدفع اشتراكات مالية فحقيقة الأمر أنك تكسب من اشتراكاتهم، وهذا لا يجوز، لما سبق توضيحه في الفتويين رقم: 158415، ورقم: 122925، وقد ذكرنا فيها أيضا أن عمولة الإحالات: referrals ـ جائزة إذا لم يشترط على الوسيط دفع ثمن، أو مبلغ مالي مقابل منتجات تجارية.

هذا كله على اعتبار أن مواد تلك الشركات الربحية خالية من المخالفات الشرعية، وإلا فلا يجوز عمل روابط توصل إليها ـ كما سبق ـ وراجع لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 71270، ورقم: 71618.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني