السؤال
إذا آمن أحد بأمر ما ولم يعلم فهل يكفر من لم يؤمن به أم لا؟ وهل يعد خطأ؟ وماذا إن كان هذا الأمر في أمور العقيدة؟ وهل يجب أن يعرف حكم من لم يؤمن به ليكتمل إيمانه؟ فالأمر قد اشتبه عليه.
إذا آمن أحد بأمر ما ولم يعلم فهل يكفر من لم يؤمن به أم لا؟ وهل يعد خطأ؟ وماذا إن كان هذا الأمر في أمور العقيدة؟ وهل يجب أن يعرف حكم من لم يؤمن به ليكتمل إيمانه؟ فالأمر قد اشتبه عليه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعافيك ويصرف عنك السوء ويهديك لأرشد أمرك، فإن الوسواس قد بلغ منك مبلغًا عظيمًا، وسبب ذلك هو استرسالك مع الوساوس واستسلامك لها، ولا أدل على ذلك من كثرة أسئلتك في مثل هذه المواضيع، مع تصريحك في كثير منها بأنك موسوسة، فننصحك بالإعراض عن هذه الوساوس، وأن ترفقي بنفسك ولا تحمليها فوق طاقتها، ولا تجعلي للشيطان عليك سبيلًا، ولتعلمي أن إيمانك يكتمل بالإيمان والعمل الصالح من غير تكلف ولا تدقيق في مثل هذه الجزئيات التي سألت عنها، واستمعي لهاتين النصيحتين النافعتين - لعل الله أن يشفيك ويعافيك -:
الأولى: قول النووي ـ رحمه الله ـ في الأذكار: أنفع علاج في دفع الوسوسة الإقبال على ذكر الله تعالى, والإكثار منه, وقال السيد الجليل أحمد بن أبي الحواري: شكوت إلى أبي سليمان الداراني الوسواس، فقال: إذا أردت أن ينقطع عنك فأي وقت أحسست به فافرح، فإنك إذا فرحت به انقطع عنك؛ لأنه ليس شيء أبغض إلى الشيطان من سرور المؤمن, وإن اغتممت به زادك، قلت: وهذا مما يؤيد ما قاله بعض الأئمة: إن الوسواس إنما يبتلى به من كمل إيمانه، فإن اللص لا يقصد بيتًا خربًا. انتهى.
والثانية: قول ابن حجر الهيتمي ـ رحمه الله ـ وقد سئل عن داء الوسوسة، هل له دواء؟ فأجاب بقوله: له دواء نافع, وهو الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها، فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها, وأصغوا إليها وإلى شيطانها ... فتأمل هذا الدواء النافع الذي علمه من لا ينطق عن الهوى لأمته، واعلم أن من حرمه فقد حرم الخير كله؛ لأن الوسوسة من الشيطان اتفاقًا، واللعين لا غاية لمراده إلا إيقاع المؤمن في وهدة الضلال والحيرة, ونكد العيش, وظلمة النفس وضجرها إلى أن يخرجه من الإسلام وهو لا يشعر: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا" ... وذكر العز بن عبد السلام وغيره نحو ما قدمته فقالوا: دواء الوسوسة أن يعتقد أن ذلك خاطر شيطاني, وأن إبليس هو الذي أورده عليه, وأنه يقاتله فيكون له ثواب المجاهد؛ لأنه يحارب عدو الله، فإذا استشعر ذلك فرّ عنه. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين رقم: 147101، ورقم: 70476.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني