الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كفارة من خلا بامرأة وداعبها التوبة والستر وعدم الإخبار بذلك مطلقا

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 21 عاماً، أصلي وأصوم وأقرأ القرآن ـ والحمد لله ـ وقصتي أنني قبل سنتين كنت أخلو بزوجة خالي، لأن خالي كثير السفر، ويسافر لسنوات، وأنا أعلم أنني في معصية وهي تعلم، حتى إنها خلعت حجابها أمامي، ومع الأيام تلامسنا وتداعبنا مع كامل الثياب وقبّلتها في الوجه، واستمرينا على هذه الحالة قرابة السنة، وفي كل يوم يؤنبني ضميري ويؤنبها، وكان إيماننا ضعيفاً، فكان الشيطان والهوى يغلبنا، وبعد سنة تركنا هذا وتبنا إلى الله، ونعلم أنه تواب رحيم، ومنذ ذلك الوقت لا يهدأ ضميري وفكري أن يذكرني بخالي الذي خنته في زوجته وهو يحبني حباً كثيراً، أعلم أن الذنب الذي بين العبد وربه يغفره له الله، لكن الذنب الذي بين البشر هو الصعب الذي يكسر الظهر، ولا أدري كيف أعتذر له وأطلب منه السماح؟ لأنني إن أخبرته سأتسبب في مشكلة مع زوجته، وربما كان من الأرجح الاستتار ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله ـ أخاف دائماً أنه إن لم يعلم الآن بفعلي معه فسيعلم في الآخرة، وهناك الحساب سيكون عظيماً، أما في الدنيا فالحساب أسهل، وكلما أفكر في الأمر أضع نفسي مكانه ولو أن أحدا عمل هذا الفعل مع زوجتي فسيكون من الصعب جداً علي أن أسامحه أو أسامحها، أستغفر له وأدعو الله أن يغفر ذنوبه لكي يسامحني في الآخرة ولا يرتاح ضميري، أرشدوني لعمل أفعله يكون به رضا خالي عني في الآخرة وتهدأ به نفسي في الدنيا، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكفارة ما فعلته مع زوجة خالك هو التوبة النصوح، وذلك بالإقلاع عن هذا الذنب، والندم على فعله، والعزم الصادق على عدم العود له، والإكثار من الأعمال الصالحة، وعليكما أن تسترا على أنفسكما، ولا تخبرا أحداً بما فعلتما، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. وقال صلى الله عليه وسلم: من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله. رواه مالك في الموطأ وغيره.

وقال صاحب كتاب تحفة الحبيب: ثُمَّ رَأَيْت الْغَزَالِيَّ قَالَ فِيمَنْ خَانَهُ فِي أَهْلِهِ، أَوْ وَلَدِهِ، أَوْ نَحْوِهِ: لَا وَجْهَ لِلِاسْتِحْلَالِ وَالْإِظْهَارِ فَإِنَّهُ يُولِدُ فِتْنَةً وَغَيْظًا، بَلْ تَفْزَعُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى لِتُرْضِيَهُ عَنْك ـ أَقُولُ: الْأَقْرَبُ مَا اقْتَضَاهُ كَلَامُ الْغَزَالِيّ. انتهى.

ونوصيك بالإكثار من الدعاء لخالك والإحسان إليه وإعانته على الخير، وحفظه في زوجه وولده وماله، وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 123010.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني