السؤال
عمري 13 عاماً، وأصلي، وأحافظ على الصلوات، وأقرأ القرآن، وأعاني من وسواس الشك مثلاً: تأتيني أفكار أن الله عز وجل لا يستجيب الدعاء - أستغفر الله - أو وسواس الشك في الذات الإلهية- والعياذ بالله- ويأتيني إحباط، وأحس بأنني خرجت عن الإسلام والعياذ بالله.
هل أنا بالفعل خرجت عن الإسلام ؟
وهل أنا محاسب على هذه الأفكار والوساوس ؟
أنا لا أدري هل هذا وسواس أم شيء يأتي مني، مع العلم أننا في رمضان ولا يوجد شياطين؛ ولذلك لا توجد وساوس !!! فهل هذا شيء مني أنا !؟
وأنا أندم على هذا وأغضب كثيراً، ووالله إني أخاف من الله عز وجل، وأخاف عذاب يوم عظيم.
وأنا بالطبع غير راض عن هذه الأفكار.
ساعدوني بارك الله فيكم: ما هذا الشيء الذي يجعلني مهموماً ولا أعيش كأي إنسان سعيد؟
ورمضان كريم. وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله عز وجل أن يزيدك هدى، وأن يثبتك على الإيمان، ومن فضل الله أنه لا يؤاخذ على الوساوس وأحاديث النفس، كما جاء في الحديث: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم. أخرجه البخاري ومسلم.
واعلم أن كراهة وساوس الكفر، ونفور القلب منها، دليل إيمان للعبد، كما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة أنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.
قال النووي في شرح مسلم: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به، فضلاً عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً، وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ.
فعليك بالإعراض عن هذه الوساوس، ولا تلق لها بالا، وأحسن ظنك بالله، واضرع إليه أن يصرف عنك هذه الوساوس، والجأ إلى الاستعاذة بالله عز وجل، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته. أخرجه البخاري ومسلم.
ومن سبل دفع الوسوسة: قول آمنت بالله، كما جاء في الحديث: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خَلقَ الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا، فليقل: آمنت بالله. أخرجه مسلم.
ومن ذلك ما جاء عن ابن عباس- رضي الله عنه- لما سأله رجل عن الوسوسة في الإيمان فقال له: «إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {الحديد:3}. أخرجه أبو داود.
وأما تصفيد الشياطين في رمضان، فليس معناه أنه لا تقع منهم وسوسة لبني آدم ملطقا، فالمراد أنه تقل وسوستهم وتضعف فلا تخلص الشياطين إلى ما كانت تقدر عليه من الوسوسة قبل رمضان، وللعلماء أقوال أخر في المراد بتصفيد الشياطين راجعها في الفتويين: 40357 ، 39863
وراجع لمزيد الفائدة حول الوسوسة الفتاوى أرقام: 12300 ، 123135، 2081، 43339.
والله أعلم.