السؤال
أتمنى لو أستطيع أن أبر والدي بما يرضي الله عز وجل ويجعلهما راضيين عني، ولكن أبي سريع الغضب ودائما ما يعلو صوته وأنا لا أستطيع التعامل مع من يرفع صوته أمامي، فماذا أفعل؟ وتفكير والدي مناقض تماما لتفكيري، فما الحكم في أن أساعد أبي في العمل، وهو عمل ليس فيه مهانة، وليس في الكسب الحلال عار، وهو غير موافق، وكذلك والدتي لا توافق، فماذا أفعل؟.
“
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكر لك حرصك على البر بأبويك، ولتعلمي أنك مهما بذلت من جهد في سبيل برهما فإنك لن توفيهما حقهما، وذلك لما لهما من عظيم الحق عليك بعد الخالق سبحانه، فهما اللذان كانا سببا في وجودك في هذه الدنيا، وهما اللذان تعبا في تربيتك والعناية بك حتى وصلت لهذا العمر، وهو ما يستوجب منك شكرهما عليه، والمبالغة في برهما، والصبر على أذاهما ـ كرفع صوت أبيك عليك ـ قال سبحانه: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {لقمان: 14}.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد، وحسنه الألباني عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.
فالواجب عليك طاعة والديك في عدم العمل إذا لم يكن في ترك العمل ضرر عليك، وأما إن لحقك ضرر في تركه، ولم يكن في العمل محظور شرعي فيجوز لك حينئذ العمل، ولكن عليك التلطف معهما لإقناعهما وإرضائهما، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ وَإِنْ كَانَا فَاسِقَيْنِ، وَهُوَ ظَاهِرُ إطْلَاقِ أَحْمَدَ، وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا وَلَا ضَرَرَ، فَإِنْ شَقَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَضُرَّهُ وَجَبَ، وَإِلَّا فَلَا. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين رقم: 80280، ورقم: 200815.
والله أعلم.