السؤال
أنا مبتدئ في طلب العلم, وقد مَنّ الله عليّ بالكتب الوفيرة في مختلف العلوم - والحمد لله - وكنت عاصيا وضالًا - والحمد لله - هداني الله إليه، وبدأت في قراءة الكتب, وكنت أفرح كثيرًا وأظن أني في مسار الطلب الصحيح، ولكن جرت لي أحداث كثيرة, واكتشفت أن الطلب على يد الشيوخ العلماء أوثق وأفضل، وجرى ما أثبت لي صدق هذا، ولكني أعيش حاليًا في مصر، وبشكل عام فإن وجود شيخ أتتلمذ على يديه من الألف إلى الياء مستحيل جدًّا؛ لعدم وجود الشيوخ بالشكل الذي أريد، ولو وُجِد فلن أجد من يعلمني كطالب مبتدئ كما أريد أنا، بل سأجد من يعلم كتابًا في الفقه ونحوه، ولن أجد من يبدأ كما بدأ تلاميذ السلف في طلب العلم، وأدعو الله عز وجل أن يرزقني العالم الذي أريده، وأنا متوكل على الله, وأعلم أن بيده رزقي, ثم على المسببات، وأقوم بسؤالكم لعلي أجد عندكم خيرًا تساعدوني به.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به هو أن تلزم المشايخ الموثوقين المعظمين للسنة في بلدك، وأن تطلب من أحدهم أن يضع لك منهجًا للدراسة والتعلم يتابعك فيه يكون متناسبًا مع مستواك العلمي، وستجد هذا ميسورًا- إن شاء الله - فإن تعذر عليك فاحضر ما يمكنك حضوره ومتابعته من مجالس العلم، واستعن بسماع الأشرطة النافعة في العلوم المختلفة للعلماء الثقات, خاصة شروح وفتاوى الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - فإن فيها- بإذن الله - خيرًا كثيرًا، واقرأ ما يتناسب مع مستواك من الكتب السهلة في الفقه, والعقيدة, وغيرها من العلوم، وفي موقعنا كمٌّ كبير من الفتاوى يمكنك مطالعتها عن طريق العرض الموضوعي متعلقة بكيفية طلب العلم للمبتدئين, والكتب التي ينصح بها من كان في أوائل طلب العلم، والزم دعاء الله تعالى, والتوكل عليه أن يعلمك ما ينفعك - نسأل الله أن يرزقنا وإياك العلم النافع -.
والله أعلم.