الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

جزاكم الله خيرا على ما تقومون به، وبالله التوفيق.
سؤالي هو: زوجة أحد أصدقائي بها صرع -والعياذ بالله- وقد عانت وعانى هو أيضاً الكثير. أولا: هل يجوز أن تُعرض هذه المرأة على رجل ليعالجها؟
ثانيا: ما هي حدود العلاج الشرعي في هذه الحالات، حيث إن الكثيرين قالوا له: إن هذا سحر -والعياذ بالله-ولا يذهب ما بها إلا بإزالة السحر، وأن هذا الأمر محتاج إلى ساحر أو إنسان يتعامل مع الجن حتى يحضر ذلك السحر ومن ثم تستريح؟
ثالثا: ما حكم الاستعانة بالجن المسلمين على سبيل علاج المسلمين من هذه الأمراض؟
رابعاً: إذا كان هناك أحد المشايخ -ثقة لديكم- والذين أعطاهم الله القدرة على شفاء مثل هذه الحالات؛ فأفيدونا بعناوينهم، ولكم جزيل الشكر.
ملاحظة: تعاني هذه المرأة من ذلك الشيء منذ أكثر من خمس سنوات.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجوز للمرأة العلاج عند رجل عند فقد النساء الطبيبات، وبحضور الزوج أو أحد المحارم.

كما يجوز لها الكشف عن موضع الداء ولكن بقدر الضرورة التي تدعو إلى ذلك.

وأما ما يتعلق بالسحر فيحرم عليها أن تذهب إلى هؤلاء السحرة والمشعوذين ليعالجوها بالسحر. والحل الأمثل لهذه الأمراض -عافانا الله وإياك منها- هو في الرقية الشرعية:
1- قراءة القرآن على المريض: الفاتحة، وما تيسر من سورة البقرة. والإخلاص والمعوذتين، والآيات التي يذكر فيها إبطال السحر كقوله تعالى: قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ {يونس: 81}.
2- التحصن بالأذكار المشروعة كأذكار الصباح والمساء.
3- المحافظة على الوضوء.
4- أن يقرأ المريض في ماء وزيت زيتون أول سورة الصافات وسورة الدخان، إضافة إلى التعوذ بالله مثل أن يقول: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة. أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم 3/ مرات لكل ذكر، ثم ينفث في الماء وزيت الزيتون ويشرب الماء ويدلك جسم المريض بزيت الزيتون. وهذا العلاج لا ينتفع به الشخص إلا إذا اعتقد أن الشفاء بيد الله، وأن هذا العلاج نافع بإذن الله أما إذا أخذه وعمله على طريق التجربة فما أظنه ينتفع به.
وأما الاستعانة بالجن المسلمين في العلاج فلا يجوز.

وأحب أن أنبهك إلى أن في سؤالك محذورا شرعيا خطيرا يجب أن تتنبه له وهو قولك: والذين أعطاهم الله القدرة على شفاء مثل هذه الحالات. فالشفاء بيد الله -سبحانه- وأما هؤلاء الناس فإنهم سبب فقط، وما أظن هذا يخفى عليك، ولكن يبدو أنها زلة لسان عفا الله عنا وعنك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني