الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هموم الدنيا لا تبرر ترك نوافل الطاعات

السؤال

هل يجوز إكراه النفس على العمل المستحب إذا اعتاده العبد في وقت فراغ قلبه من الدنيا، ثم بعد زيادة الهموم الدنيوية أصحبت الأعمال ثقيلة على نفسه أم الأفضل تركها والاقتصار على الواجبات فقط حتى يفرغ قلبه من هموم الدنيا مرة أخرى ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي للمسلم الإكثار من نوافل الطاعات؛ لما في ذلك من الخير الكثير، ففي الحديث القدسي الذي أخرجه البخاري: يقول الله تعالى فيه: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه. انتهى.

ولا حرج على المسلم في حمل نفسه على نوافل الطاعات, ولو مع عدم فراغ القلب من الهموم الدنيوية. فالخشوع ليس شرطا في صحة الصلاة، ولا يبطل ثوابها, وإن كان ينقصه. كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 53232

وعلى هذا فالهموم الدنيوية ليست بمبرر لترك نوافل الطاعات، بل قد يكون ذلك من مكايد الشيطان لحرمان المسلم من ثواب تلك الطاعات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني