السؤال
هل يجوز رفع عدم؟ رفع اليدين أثناء الدعاء؟ وما فائدة رفع اليدين؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ندري هنا هل السؤال عن رفع اليدين أم عدم رفعهما، ولكن: قد بينا في فتاوى كثيرة منها الفتاوى التالية أرقامها: 32283، 5340، 130538، أن الأصل مشروعية رفع اليدين في الدعاء؛ إلا في المواضع التي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء فيها ولم يؤثر عنه رفع اليدين، ومن المواضع التي ثبت فيها عدم الرفع الدعاء في السجود، والدعاء بين السجدتين، والدعاء بعد التشهد الأخير، وما أشبه ذلك، ويدل لمشروعية الرفع ما في الحديث: إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين ـ رواه الترمذي وغيره، وقال: حسن غريب ـ وصححه الألباني ـ فراجعيها للفائدة.
وأما فائدة رفع اليدين فكثيرة اجتهد العلماء في استنباطها، فمنها ما جاء في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: قيل: حكمة الرفع إلى السماء إنها قبلة الدعاء، ومهبط الرزق والوحي، وموضع الرحمة والبركة.
وعدها شيخ الإسلام ابن تيمية من أدلة علو الله تعالى، وقال ابن رجب في جامعه: وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: الرَّفْعُ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ تَضَرُّعٌ.
وقال الشيخ عطية صقر: إن مد اليدين عند الدعاء يشبه ما يحدث عند طلب الفقير إحسانا من الغني فعند شدة الحاجة قد يجثو السائل على ركبتيه، يستدر بهذا الوضع عطف المسئول، وهو في هذا الوضع المتذلل يرفع يديه إلى أعلى يتلقى بهما الإحسان، فالمسلم الذي يدعو ربه يرفع يديه دليلا على تذلله وشدة حاجته، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يلجأ إلى ذلك، ويبالغ فيه في الاستسقاء ونحوه.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني