الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس القراءة والصيام

السؤال

عندي وسواس في قراءة الفاتحة وتكبيرة الإحرام حيث أشعر بحرف الباء يخرج كحرف الـ p أحيانا، والتاء قريب نطقها من حرف الشين لكنها لا تصل إلى حرف الشين، بل تظل تاء لمن يسمعها، والغين في غير المغضوب تنطق خاء أو هكذا يخيل إلي، وأعيد هذه الآية بالذات العديد من المرات قبل أن أستقر على حرف مختلف عن الخاء قليلا، وأحيانا أنطق الميم فلا تنطبق كل الشفة على الشفة السفلى بل مثلا يطبق الجانبان ويخرج صوت الميم لكنني أشك وأقول إنه لم يخرج من المخرج الأصلي فأعود لنطقه، وكذلك الكاف والقاف والألف أشعر أنها تخرج من مخرج آخر بحيث تكون أخف من الألف والقاف والكاف الأصلية، لا أعلم هل للحرف مخرجان أحدهما واضح والآخر أقل؟ أم أنه مجرد وسواس؟ والمشكلة أنني بعد قراءتي لفتوى أن اللعاب إذا خرج إلى ظاهر الشفة فلا يجوز بلعه أصبحت شفتي تجف كثيرا أثناء صومي وحتى خارجه خصوصا إذا أردت التكبير، فلابد أن أرطبها بلساني قبل أن أكبر تكبيرة الإحرام، وأشك بعدها أنني أفطرت، لأنني أرطبها بلساني، ولا أعرف هل هذا يبطل الصيام أم لا؟ وإن لم أرطبها خرج حرف الباء غير منطوق، أعلم أن دواء الوسوسة في الإعراض عنها، لكن لنقل أنني لم أكن موسوسة، فهل نطق الحروف بالطرق السابقة يبطل الصلاة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا كله من الوساوس التي لا علاج لها إلا الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، ولا تقولي لنفرض أنني لست موسوسة، فإن هذا من حيل الشيطان وتلبيسه عليك، ومن ثم فلا ينبغي الاشتغال بهذه الوساوس بمرة، فلا تقرئي الفاتحة إلا مرة واحدة، ولا تعيدي القراءة مهما لبس عليك الشيطان بأنك لم تنطقي بحرف كذا ولم تأتي بكذا على وجهه، فأعرضي عن هذا كله وامضي في صلاتك حتى يعافيك الله تعالى، وراجعي لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.

وكذا لا تكترثي للوسواس المتعلق بالصوم، فإن الأصل صحة صومك ولا يبطل بمجرد هذه الوساوس والشكوك والأوهام ومهما عرض لك الوسواس في أي باب من أبواب العبادة فلا تعيريه اهتماما، فإنه لا علاج للوساوس مثل هذا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني