السؤال
أريد أن أفعل فعلا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم كما أعتقد من قبل، ولكن لن أنسبه إليه، فتكون بدعة، ولكنّي أفعله للاستفادة بأثر القرآن، وهو أنني أريد أن أقرأ سورة البقرة مع المعوذات علي، ثم أنفث في ماء، ثم أغسل ذكري بماء عساه ينتفع بذلك في أن تخف شهوته مثلاً، وأن لا يكون سبباً لضرري وحتى أحفظ فرجي؛ فإنه لب ومخ مشاكلي.
فهل [ حلال ] فعلي هذا؟ طبعاً أدعو الله على الماء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه تشرع الرقية بالقرآن، وسؤال الله تعالى به كما جاء في حديث الترمذي: اقرؤوا القرآن، واسألوا الله به.
ولا حرج في قراءة القرآن في ماء ويغسل به بعض الأعضاء.
فقد جاء في الآداب الشرعية لابن مفلح: قال صالح: ( يعني ابن الإمام أحمد رحمهما الله تعالى ) ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحا فيه ماء، فيقرأ عليه ويقول لي اشرب منه، واغسل وجهك ويديك. ونقل عبد الله أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه، ويشربه ويصب على نفسه منه. .... اهـ.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: النفث في الماء علي قسمين:
القسم الأول: أن يراد بهذا النفث التبرك بريق النافث، فهذا لا شك أنه حرام، ونوع من الشرك ...
القسم الثاني: أن ينفث الإنسان بريق تلا فيه القرآن الكريم مثل أن يقرأ الفاتحة، والفاتحة رقية وهي من أعظم ما يرقى به المريض فيقرأ الفاتحة وينفث في الماء، فإن هذا لا بأس به، وقد فعله بعض السلف، وهو مجرب ونافع بإذن الله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفث في يديه عند نومه بقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس. فيمسح بها وجهه وما استطاع من جسده صلوات الله وسلامه عليه، والله الموفق. اهـ.
واعلم أن سعي المسلم في حفظ فرجه من آكد الواجبات الشرعية، فاحرص على الزواج إن أمكنك، وإلا فاستعن بالصوم؛ فإنه يضعف الشهوة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء.
وعليك بالاستعانة بالدعاء، وسؤال الله تعالى أن يرزقك العفة والعافية. ومن الأدعية المأثورة المهمة، الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال له: يا رسول الله علمني دعاء أنتفع به. قال: قل: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، وبصري، وقلبي، ومنيي يعني فرجه. رواه أحمد وأصحاب السنن، وصححه الألباني.
ومنها الدعاء الوارد في صحيح مسلم: اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى.
والله أعلم.