الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توبة المسرف على نفسه بالعلاقات المحرمة

السؤال

أولا" لدي معرفة بشاب عمره 32 سنة، وهو عازب وغير متزوج، وهو صديق لي، كان قد زنا كثيرا" وكانت له علاقات كثيرة مع البنات، وقد زنا كثيرا" والعياذ بالله، اللهم اغفر لنا وله، وقد تاب ويبكي كثيرا" ودائما" يخاف أن يكون تعيسا" شقيا" وهو الآن في حالة نفسية سيئة، ويبكي بشكل شبه دائم، ومنعزل وانطوائي، وحالته المعيشية سيئة جدا" ووضعه صعب جدا" ماديا" ومعنويا" ونفسيا" ولا يستطيع فعل شيء" في حياته. ونريد أن نعلم ما الذي يجب أن يفعله بخصوص ذلك؟ وماذا يجب عليه فعله حتى تتم توبته ويكفر الله ذنوبه؟ ولديه من العلاقات أيضا" مع النساء الوطء في الدبر والعياذ بالله، غفر الله له وأيضا" كان منذ سنوات على علاقة بفتاة مطلقة، وخلال تلك العلاقة حملت تلك الفتاة، وكان الجنين في بطنها عمره 3 شهور أو 4 شهور وقد أسقطته تلك الفتاة، واتفقوا أن يتخلصوا من الجنين، اللهم عافنا واعفو عنا.
فما هو الحل والفعل لذلك؟ وما هي كفارة ذلك العمل؟ وما الذي يتوجب عليه فعله والقيام به؟ وماهي كفارة ذلك الفعل وباقي الأفعال؟ وجزاكم الله خيرا. وهداه وهدانا الله وإياكم للتوفيق لما يحبه ويرضاه، وغفر لنا ما تقدم من ذنبنا وما تأخر منه، وقبل توبتنا وتوبته. اللهم آمين يا رب العالمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أسرف هذا الرجل على نفسه أيما إسراف، والواجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا، مستوفية لشروطها من الإقلاع الفوري عن جميع هذه الذنوب، وقطع جميع تلك العلاقات المحرمة فورا دون إبطاء، والعزم الجازم على عدم معاودة شيء من تلك المنكرات، والندم على ما فرط منه من التقصير والجناية. فإذا فعل هذا وتاب توبة صادقة، فليعلم أن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، وأن الله تعالى غفور رحيم، فسيقبل سبحانه توبته، ويقيل عثرته؛ كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

وليكثر من فعل الحسنات، وليستزد من الطاعات؛ فقد قال الله تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114}. وليصحب أهل الخير، وليحضر مجالس العلم، وليأخذ بأسباب الاستقامة، وليجتهد في دعاء الله تعالى أن يعينه على التوبة النصوح، وأن يوفقه للاستقامة، وليس عليه شيء سوى ما ذكر، وليس عليه دية ولا كفارة في إسقاط الجنين المذكور إذا كان لم يباشر إسقاطه؛ كما هو ظاهر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني