السؤال
لدي مشروع للرسوم المتحركة للصغار، يعتمد بشكل كبير على الاستشهاد بحياة الصحابة، ولكن أثناء كتابتي له والتحقق من قصص الصحابة التي أعرفها، وجدت منها ما هو غير صحيح أو لا سند له مثل قصة تحاكم الحسن والحسين إلى شيخ في الوضوء، ليعلماه طريقة الوضوء الصحيحة.
فحرت في أمري ولا أعرف ما ذا أفعل؟
فسؤالي هو: هل تعتبر قصص الصحابة، وقصص الأعراب في نفس حكم الإسرائيليات التي سمح لنا النبي صلى الله عليه وسلم بروايتها ونحن لا نعرف الصحيح منها من الخطأ ؟ أتحدث عن قصص الصحابة التي حصلت بينهم، أو بعد ممات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن لها علاقة بالتشريع النبوي كقصة الوضوء السابقة.
وهل توجد كتب ثقة صحيحة تغنيني عن الدوامة السابقة ؟ من الكتب المنتشرة بيننا كتاب: رجال حول الرسول لكنني قرأت عنه بعض النقائص، وأنه يورد ما لم يصح عن الصحابة.
ولا أعرف من محققي التاريخ الموثوقين غير الدكتور راغب السرجاني، وأثناء بحثي في كتبه لم أجد ما هو خاص بالصحابة.
فهل لكم أن ترشدوني إلى كتب ثقة أرجع إليها في مشروعي ؟
بارك الله فيكم وجزاكم عني كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أهل العلم كانوا يتساهلون في أخبار وقصص الصحابة رضي الله عنهم.
فقد قال ابن سيد الناس في عيون الأثر: والذي ذهب إليه كثير من أهل العلم الترخص في الرقائق، وما لا حكم فيه من أخبار المغازي وما يجري مجرى ذلك، وأنه يقبل فيها من لا يقبل في الحلال والحرام؛ لعدم تعلق الأحكام بها ... اهـ.
وقال ابن برهان في السيرة الحلبية: ولا يخفى أن السير تجمع الصحيح والسقيم، والضعيف، والبلاغ، والمرسل، والمنقطع والمعضل دون الموضوع. ومن ثم قال الزين العراقي رحمه الله:
وليعلم الطالب أن السيرا تجمع ما صح وما قد أنكرا
وقد قال الإمام أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة: إذا روينا في الحلال والحرام شددنا، وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا. اهـ.
ومن أهم المراجع والكتب المفيدة في شأن الصحابة كتب الصحيحين، والسنن فقد بوبوا على فضائلهم وبعض أخبارهم.
ومما قد ألف في الصحابة بخصوصهم كتاب: فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، والاستيعاب لابن عبد البر، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، وأسد الغابة لابن الأثير، وحياة الصحابة للكاندهلوي. وقد ألف الدكتور الصلابي في حياة الخلفاء، ومعاوية والحسن والحسين وابن الزبير رضي الله عنهم جميعا.
والله أعلم.