السؤال
دعوت ربي، فأعطاني عكس ما طلبت تماما. ربي يعلم بحالي ليس لي غيره، ويعلم أن قلبي يتمزق من الألم، والظلم، والخوف من المستقبل من شدة ما قاسيت في الدنيا.
ماذا أفعل كي لا أدخل من جديد في دوامة سوء الظن بالله، وأستمر في الدعاء، ولا أستسلم للأفكار التي في رأسي أني منحوسة، وأني لن أفرح أبدا، ولن أحقق أي شيء في حياتي، ولن يرتاح قلبي، وأن ربي لن يرضى علي؟ أستغفر الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يستجيب دعاءك، وأن يحقق لك ما تحبين من خير الدنيا والآخرة.
ونوصيك بالاستمرار في الدعاء والإلحاح فيه، مع حسن الظن بالله تعالى، واليقين بقدرته وكرمه، واستجابته لمن دعاه، وتذكري أنه رحيم بعباده لطيف بهم، عليم بما هو أنفع لهم، وكوني عند الدعاء موقنة بالإجابة، ولا تستجيبي لأي وساوس من الشيطان توقعك في اليأس من رحمة الله، بل عليك مدافعة مثل هذه الوساوس، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فإن فعلت ذلك فإن هذه الوساس لن تضرك بإذن الله.
وينبغي أن تتذكري أن تعجل الإجابة من موانع قبول الدعاء، هذا من جهة. ومن جهة أخرى فلا يلزم من الإجابة أن يتحقق للمرء عين ما سأل، بل قد يبدله الله تعالى ما يعلم سبحانه أنه خير له مما سأل؛ كما ثبتت بذلك السنة الصحيحة.
ففي الصحيحين واللفظ للبخاري قال صلى الله عليه وسلم: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي.
وفي سنن الترمذي أيضاً من حديث عبادة بن الصامت- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم. فقال رجل: إذا نكثر. قال الله أكثر. قال الشيخ الألباني: حسن صحيح.
والله أعلم.