السؤال
أعاني من وساوس كثيرة ومنها ما يكون في النية، فعندما أقوم للتكبير مثلا وأنوي أنني سأصلي صلاة العشاء مثلا، ثم أرفع يدي لأبدأ الصلاة ثم يصعب علي الشيطان التكبير فأنزل يدي لأستجمع نفسي لأعيد رفع يدي، فهل إنزالي لليد يعتبر قطعا للنية وبالتالي علي أن أنوي ثانية؟ أم أن النية هي العلم بالشيء وتكفي واحدة مهما تكررت محاولاتي للتكبير؟ وهل يجب أن أقول في نفسي هذه الجملة كاملة: نويت أن أصلي فريضة العشاء؟ أم يكفي أن أقول: فريضة العشاء؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولا أن علاج الوساوس هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم: 51601.
وأمر النية يسير ـ بحمد الله ـ فما يجب عليك إلا أن تستحضري في نفسك الصلاة التي تريدين أداءها، وهذا لا يكاد يخلو عنه إنسان، فلا توسوسي في هذا الأمر مهما لبس عليك الشيطان، وإذا أحضرت في نفسك الصلاة التي تريدين فعلها فبادري بالتكبير دون تلكؤ أو استرسال مع الوساوس، وإذا قدر أن التكبير تأخر عن النية زمنا، فإن هذا لا يعد قطعا للنية ولا تبطل به، فإن النية يجوز تقديمها على العبادة بالزمن اليسير، بل قد أجاز بعض العلماء تقديم النية على العبادة بالزمن الكثير ما لم يقطعها، وانظري لبيان محل النية الفتوى رقم: 132505.
والحاصل أنه ينبغي لك أن تجاهدي نفسك في مدافعة هذه الوساوس وألا تلتفتي إلى شيء منها حتى يشفيك الله تعالى بمنه. والله أعلم.