السؤال
جاءتني إحدى قريباتي, وطلبت مني أن أعطيها الرقم السري للإنترنت, فأعطيتها إياه, وكانت تلك الفتاة تريد أن تأخذ صورًا من إحدى قريباتها, وترسله لفتاة أخرى, وكانت تلك الصور لقريباتها, مع العلم أني طلبت منها ألّا ترسل تلك الصور, فقالت لي: إنهن ساترات عوراتهن, وأن تلك الصور لن يشاهدها الرجال, وقد أرسلت الآن تلك الصور, ولم أستطع أن أمنعها من ذلك, وبعد أن أرسلت تلك الصور أردت أن أشاهد تلك الصور فوجدت أن بعضهن قد كشفن عن جزء من عوراتهن, فأرجو الإجابة الخاصة عن هذه المسألة؛ حيث إنها قد أرسلتهن, ولم أستطيع منعها, فماذا أفعل في حالتي تلك - جزاكم الله خيرًا -؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز إرسال صورة تظهر العورة ـ خاصة عورات النساء ـ لمن يحرم عليه النظر إليها, وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 178161 وما أحيل عليه فيها.
ومن الأمور المقررة شرعًا أن الإعانة على معصية الله معصية؛ وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 215659.
فما دامت السائلة قد علمت أن قريبتها قد استعملت الإنترنت في شيء منكر، وهو إرسال صور تظهر شيئًا من العورات، فعليها إنكار ذلك, وبذل النصيحة لها.
وإذا علمت من حالها أنه يمكن أن تعيد فعل ذلك, أو غيره من المنكرات من خلال الإنترنت، فلا يجوز لها إعانتها, وتمكينها من ذلك بإبقاء رقمها السري عندها، وعليها تغيير هذا الرقم عندئذ.
وهنا ننبه على أن ما يجوز التقاطه من صور النساء لا يحرم إرساله على الإنترنت، إذا أمن اطلاع من لا يجوز له الاطلاع عليها، وإن كان البعد عن ذلك أولى من باب الاحتياط، وراجعي الفتويين: 123204، 204724.
ولذلك فلا إثم على السائلة في ما حصل منها في الماضي بإعطاء قريبتها رقمها السري؛ لأن قريبتها أخبرتها بأن الصور لا تظهر فيها عورة، ولن يشاهدها الرجال، وبناء على ذلك أعطتها الرقم, وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 103436.
والله أعلم.