السؤال
منذ عدة أسابيع أصبحت بعد التبول يستمر معي نزول قطرات، وأحيانا أكثر من قطرات بول لمدة لا تقل عن نصف ساعة، وعندما أنتهي من البول أقوم، وأحس بقطرات تنزل أيضا، وأتوضأ بعد ذلك، وأنا أصلي أشعر بنزول قطرات، ولا أستطيع التأكد منها؛ لأن ملابسي باستمرار مبللة من الاستنجاء والتطهر من البول، لا أستطيع بعد التبول أن أتحفظ من تلك القطرات؛ لأنها تخرج مني بدون قدرة على إمساكها، وأخرج من الحمام وأجلس حتى ينقطع البول، وأذهب مرة أخرى إلى الحمام للاستنجاء، كما قرأت لكم في فتاوى عديدة، ويحدث لي كما سبق. يؤذن وتقام الصلاة، وتنتهي وأنا على هذا الحال. أصبحت عند كل صلاة أبدل ملابسي، وأغسل شرشفي، وأستنجي. تعبت جدا، علما أنني عندما أنتهي من الصلاة بقليل يتوقف عندي نزول البول. في هذه الحالة ماذا أفعل ! كل صلاة مثل عدة صلوات.أصبحت أؤخرها بسبب هذا الشيء. هل آخذ بحكم السلس! أنا طالبة في المدرسة. ماذا أفعل في وقت صلاة العصر! والأماكن العامة! وأيضا عندي مشكلة خروج الريح كل صلاة أعيد الوضوء أكثر من مرة بسبب خروج الريح، أحيانا أصلي ولا يخرج شيء، وأحيانا أعيد الصلاة والوضوء أكثر من مرة، والريح مستمر معي. ماذا أفعل !!
أرجو منكم الإجابة بالتفصيل جزيتم خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان خروج البول أو الريح منك يستمر جميع الوقت بحيث لا ينقطع زمنا يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة، أو كان ينقطع حينا ولا ينقطع حينا، أو كان وقت انقطاعه غير منضبط بحيث يتقدم تارة ويتأخر أخرى، ويطول تارة ويقصر أخرى، فحكمك والحال هذه حكم صاحب السلس، فتتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها، وتتحفظين بوضع خرقة أو نحوها على الموضع، ولا يضرك ما خرج منك، وتصلين الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت؛ وانظري الفتوى رقم: 119395 ، ورقم: 136434.
وأما إن كان هذا الخارج ينقطع في وقت معلوم قبل خروج وقت الصلاة بحيث تتمكنين فيه من الوضوء والصلاة، فانتظري حتى يجيء ذلك الوقت، ثم استنجي، وتوضئي، وصلي؛ وانظري الفتوى رقم: 159941.
وإذا شككت هل خرج منك شيء أو لا؟ فالأصل عدم خروجه، فلا تلتفتي إلى الشكوك؛ فإنها تفتح عليك باب الوساوس، وهذا يفضي إلى شر عظيم. ولا يلزمك تغيير ملابسك للصلاة، وإنما تغسلين ما تتيقنين أنه أصابها من النجاسة، وعند المالكية أنه لا يلزمك تطهير النجاسة في هذه الحال؛ لما فصلناه في الفتوى رقم: 75637، وأخذك بمذهب المالكية عند الحرج الشديد، أو إن كنت مصابة بالوسوسة لا حرج فيه إن شاء الله؛ وانظري الفتوى رقم: 181305.
والله أعلم.