الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم من دل شخصا على مكان معصية وتاب قبل ذهابه إليه

السؤال

هل من أعان على إثم مثل من أعطى أحدا عنوان مكان لبيع الخمور تم تاب قبل أن يشتري ذلك الرجل الخمر يأخد إثم شرب الخمر أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن دلالة أهل المعاصي على أماكن المعصية إعانة واضحة لهم على ما يريدونه، والله عز وجل يقول: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.

لكن من فضل الله أن العبد إذا تاب من أي ذنب فإن الله يقبل توبته ويغفر له، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَار {التحريم:8}.
وفي الحديث: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وفيه: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.

وقد نص أهل العلم على أن من تاب من ذنب، فإنه تقبل توبته ولا يضره بقاء أثر ذنبه، ومثلوا لذلك بمن نشر بدعة ثم تاب منها، قال صاحب المراقي:
من تاب بعد أن تعاطى السببا فقد أتى بما عليه وجبا
وإن بقي فساده، كمن رجع عن بث بدعة عليها يتبع.

ولكنه إن كان بالإمكان أن يسعى الدال في منع المدلول من فعل ذلك المنكر فيجب عليه السعي في ذلك بقدر وسعه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني