السؤال
التسامح سمة من سمات الإسلام وأوصانا به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن كيف أتسامح مع إنسانة تعرفت عليها في الغربة، وأعطيتها كل ثقة، وكانت لي بمثابة الأخت، وأدخلتها بيتي وحياتي، واكتشفت فجأة أنها على اتصال بزوجي من غير علمي عن طريق النت لمدة أشهر، وزوجي هو الذي أخبرني، وقد كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي أثرت على نفسي تأثيرا لا أستطيع أن أصفه، فعندما دفعتني نفسي لفتح إيميل زوجي الخاص ومشاهدة الرسائل التي كانت بينهما لم أتوقع أبدا هذه الجرأة من زوجي في الحديث مع امرأة أجنبية عنه، وخاصة أنها زوجة صديقه وعرفتها عن طريق علاقته بصديقه، وعندما واجهته اعتذر لي واعترف بخطئه، ووعدني أنه لن يكررها ثانية، وقال لي كنت أجاريها لأعرف ماذا تريد مني؟ ولم أتوقع أبدا أن تكون هذه أخلاق زوجي الرجل الذي يصلي في المساجد والحريص على تحفيظ أولاده القرآن، والذي عاشرته أكثر من عشر سنوات وأنجبت منه أربعة أطفال، قد كانت له سوابق مثل هذه ولكنها كانت بسيطة وعابرة، معاكسة جوال أو معرفة طريق سفر كنت أعلمها بالصدفة أو يخبرني عنها، ولكنه بعد هذا الموقف عاهد الله أمامي أنه لن يرجع إلى مثل هذه الأمور وتغير معي إلى الأفضل، ولكنني مازلت أشعر أن نفسي لن تنسى له هذا، وأصبح لدي عدم ثقة فيه وفي كل إنسانة تعرف عليها؛ رغم أنها اعتذرت لي كثيرا وطلبت مني السماح، وبعد مرور عامين مازال زوجي على اتصال بصديقه ـ زوجها ـ وعلاقتهما طيبة، وطلب مني زوجي أن أسامح وأغفر وأعود لعلاقتي بها، ولكنني رفضت، وأشعر أنني لا أطيق أبدا النظر في وجهها، وعلاقته بهذا الرجل تضيق بها نفسي، لأنها تذكرني في كل لحظة بالذي حدث في الماضي، ورغم معرفة هذا الرجل بالذي حدث من زوجته وهي التي أخبرته، ولكنه لا يعرف بالتفصيل الحوارات التي دارت بينهما إلا أنه مازال على علاقته بزوجي، ويقول لزوجي إنني من كبرت الموضوع وليس فيه مشكلة، وعندما كنت في زيارة روضة النبي صلى الله عليه وسلم أشهدت الله أنني سامحتهما، ولكني أشعر أن نفسي لا تغفر لهذه الإنسانة ولست أدري ماذا أفعل؟.