السؤال
يحدث أحيانًا عراك في بلدي, ويكثر فيه سب الدين, وأكون في البيت, فأخرج لأشاهده, فهل أنا آثم؟ وهل أدخل في هذه الآية: "إنكم إذًا مثلهم"؟ وما الحكم إذا كنت في الشارع ووقفت لأشاهده؟
يحدث أحيانًا عراك في بلدي, ويكثر فيه سب الدين, وأكون في البيت, فأخرج لأشاهده, فهل أنا آثم؟ وهل أدخل في هذه الآية: "إنكم إذًا مثلهم"؟ وما الحكم إذا كنت في الشارع ووقفت لأشاهده؟
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عليك أن تنصحهم, وتنهاهم عن المنكر, فإذا فعلت ذلك ولم ينتهوا: فلا إثم عليك.
وأما مجرد المشاهدة من دون إنكار: فلا يجوز, فقد أرشد الله تعالى في آية الأنعام, لتذكير الواقع في المنكر, ونصحه, لعله يتقي الله تعالى, فقال: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {الأنعام: 68} ثم قال بعدها: وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {الأنعام 69}.
قال السعدي: هذا النهي والتحريم لمن جلس معهم, ولم يستعمل تقوى الله، بأن كان يشاركهم في القول والعمل المحرم، أو يسكت عنهم, وعن الإنكار، فإن استعمل تقوى الله تعالى, بأن كان يأمرهم بالخير, وينهاهم عن الشر, والكلام الذي يصدر منهم، فيترتب على ذلك زوال الشر, أو تخفيفه، فهذا ليس عليه حرج, ولا إثم؛ ولهذا قال: "وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" أي: ولكن ليذكرهم، ويعظهم لعلهم يتقون الله تعالى. اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني