السؤال
هل يكفر تارك الصلاة إن لم يدعه الإمام لها أم لا يكفر حتى يأبى بعد أن يدعوه؟
يكفر بفتح الياء.
هل يكفر تارك الصلاة إن لم يدعه الإمام لها أم لا يكفر حتى يأبى بعد أن يدعوه؟
يكفر بفتح الياء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف العلماء في اشتراط دعوة الإمام لتارك الصلاة حتى يحكم بكفره، فالصحيح من مذهب الحنابلة "أنه لا يكفر قبل دعائه، ومن العلماء من قال بكفره ولو لم يدع إليها.
قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: فلو ترك صلوات كثيرة قبل الدعاء لم يجب قتله. ولا يكفر على الصحيح من المذهب. وعليه جماهير الأصحاب، وقطع به كثير منهم. وكذا لو ترك كفارة أو نذرا . وذكر الآجري: أنه يكفر بترك الصلاة, ولو لم يدع إليها. قال في الفروع: وهو ظاهر كلام جماعة.
وممن رجح القول بعدم اشتراط الدعاء ابن عثيمين، فقال رحمه الله: ولكن القول الصحيح ـ بلا شك ـ ما ذهب إليه بعض الأصحاب من أنه لا تشترط دعوة الإمام؛ لظاهر الأدلة، وعدم الدليل على اشتراطها. وأيضا: هل نقول في المسائل التي يكفر بها: إنه لا يكفر إلا إذا دعاه الإمام؟ لأن احتمال العذر فيها كاحتمال العذر في تارك الصلاة تهاونا وكسلا، فإما أن نقول بذلك في الجميع؛ أو نترك هذا الشرط في الجميع؛ لعدم الدليل على الفرق. الشرح الممتع.
وأما قولك: (يكفر بفتح الياء) إن كنت تعني به أنك تريد معرفة حاله في باطن الأمر، فهذا ليس إلينا وإنما هو إلى الله العليم الخبير، فالذي يعنينا نحن البشر هو أن نعرف متى يحكم بكفر الشخص، أما كفره باطنا ومتى وقع فلا يهمنا؛ لأن الأحكام الشرعية التي نجريها نحن البشر إنما تتعلق بالظاهر، أما أمر الباطن فهو إلى الله جل وعلا، وهو عليم بذات الصدور.
وقد نصحناك مرارا بترك الانشغال بمسائل التكفير، وما زلنا نكرر لك النصيحة بذلك حتى لا تكون تلك القضية هي أكبر همك في الاستفتاء.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني