السؤال
شيخنا الفاضل: ما حكم تفكير شخص مدة طويلة في الطلاق لعدة أسباب: منها الراحة النفسية في البيت، وتعذر حصول التحصين من الزواج, والخوف من الوقوع في ما حرم الله، وأسباب أخرى لا يكفي المقام لذكرها، وقد تعرف إلى فتاة وأخبرها أنه يريد أن يتعرف إليها أكثر عن طريق أهلها، علمًا أنه لم يخبرها أنه متزوج, ويغلب على ظنه أنها إذا علمت أنه متزوج، فلم ولن تقبل بذلك، وهما من بلاد تمنع التعدد، وهو الآن في حيرة من أمره؛ لأنه تسرع في التعرف إلى الثانية قبل أن ينهي مشاكله مع الأولى، ولم يخبر الثانية لخشيته أن تشترط عليه طلاق الأولى, فيأتي في نفسه شيء أنه لو تزوج الثانية ربما يكون العقد غير صحيح؛ لأنه بني على باطل, وكانت هذه الثانية سببًا في إفساد هذا الرجل على زوجته؛ لأنني قرأت في عدة مواقع أن العلماء يرون عدم صحة عقد نكاح الرجل الذي يخبب المرأة على زوجها لكي يتزوجها هو, فهل يمكن قياس حالتي على هذا إذا تزوجت الثانية؟ علمًا أنني أفكر في الطلاق منذ زمن - أي قبل التعرف إلى هذه الفتاة -؟ وإنما زاد تفكيري في أمر الطلاق بعد التعرف إليها، وأخاف أن أصارح الثانية بذلك, فيكون لها ردان لا ثالث لهما: إما عدم القبول, أو اشتراط الطلاق؛ لذلك أتحاشى التصريح لها بذلك؛ لأنني لا أريد أن تكون زوجتي المستقبلية شرّيرة، رضيت أو اشترطت الطلاق حتى تأخذ مكان الأولى, وربما يكون العقد بذلك غير صحيح ـ لا قدر الله ـ وقد قلت للثانية: سوف أحدثك عن نفسي أكثر بعدما أستخير الله سبحانه وتعالى، وأنا الآن في حيرة من أمري، وقد صليت الاستخارة, ودعوت الله أنه إذا كان استبدال زوجتي بأخرى، وسميت الثانية، خير لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري.. إلخ وذلك بصيغة صلاة الاستخارة المعروفة في صحيح السنة، وأريد أن أصلي أكثر، وألحّ على الله سبحانه وتعالى أن يلهمني رشدي، علمًا أنني لست من الذين يتسرعون في أمور الطلاق، وأعلم أن الطلاق حرام وقت الحيض، أو في طهر جامع فيه الرجل زوجته، وأنه يقع عند جمهور العلماء إذا تلفظ به الرجل في هذه الحالات، أو غيرها، فأنا - بارك الله في علمكم - جامعت أهلي في هذا الطهر، وأريد أن أستخير الله أكثر، علمًا بأن زوجتي لا تعلم بالموضوع، ولا أريد أن أكون ظالمًا، ولا أريد أن أبني علاقة على باطل؛ لذلك قررت أن أقطع العلاقة مع الثانية حتى أرى إلى ماذا تصير الأمور، فإذا صارحت الثانية بالحقيقة, وقلت لها مثلًا إنني أفكر في الطلاق, ولا أعلم هل أطلق أم لا, ورضيت فهل يكون العقد بذلك غير صحيح؟ أم أنني أبالغ نوعًا ما؟ واعتذرت لها على تسرّعي في طرح الموضوع, وقلت لها: إن لدي بعض الأسرار ـ أقصد بذلك أنني متزوج ـ لا أستطيع أن أكشف عنها في هذه المدّة، وإنما أمهليني بعض الوقت لأستخير الله أكثر، فشكّت في أنني أخفي عنها شيئًا، فهل في صورة ما وقع الطلاق؟ وهل عليّ أن أنتظر وألّا أخبر الثانية حتى انقضاء العدة؛ حتى لا يقع في قلبها رضا بما حصل, فيفسد - لا قدر الله - العقد عليها في حالة أنني عزمت على الزواج منها؟ أم أنني أستطيع أن أخبرها أنني كنت متزوجًا قبل انقضاء العدة؟ علمًا أن زوجتي الأولى ترفض أن أتزوج عليها, وقالت لي بصريح العبارة: إن كنت أريد الزواج بثانية فإن عليّ أن أطلقها، وكما تقدم فإن التعدد في حالتنا غير ممكن لعدة أسباب, منها القانونية، وفي الأخير: أرجو منكم المعذرة على الإطالة.