السؤال
أريد نصيحة حتى أترك الشاب الذي أحبه رغم أنني حاولت كثيراً، إلا أنني أعود وأحدثه.. أحادثه منذ سنة ونصف، طلبت منه الزواج فاعتذر بظروفه وأنه لا يتزوج من فتاة يحدثها، فطلبت العون من الله في تركه والتزمت بالصلاة والقرآن، ولكنني أحدثه بمجرد أن يرسل أو يتصل..
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل من المناسب أن نبدأ بهذه العبارة التي ذكرها لك هذا الشاب وهي أنه لا يتزوج من فتاة يحادثها، فلك في هذه العبارة عبرة، فإن هذا الشاب وأمثاله ممن غلبهم الهوى ينتهك أعراض الفتيات ثم إذا أراد أن يتزوج بحث عن امرأة مصونة، لأن هذه تبقى عنده محل شك فيها، وإنها إذا كانت تحادثه فربما حادثت غيره، وهكذا يخشى أن تمتد به مثل هذه الشكوك إلى ما بعد الزواج، فاعتبري بذلك، والأصل أن يحملك على التوبة وترك هذا الشاب خوفك من الله، فهو سبحانه قريب رقيب على أعمالك، وموكل بك ملكان يكتبان حسناتك وسيئاتك، قال تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا {النساء:1}.
وقال أيضا: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {ق:18}.
فبادري إلى التوبة، واحمدي ربك أن أبقاك إلى هذا الوقت حتى تتوبي، إذ كيف سيكون حالك إذا لقيت ربك على معصية فستندمين عند ذلك حيث لا ينفع الندم، ونوصيك بالحرص على مجالس الخير وصحبة الصالحات، وفعل الطاعات، فإن ذلك من أعظم أسباب زيادة الإيمان، وبالتالي الخشية من الله والبعد عن معصيته، واقطعي الطمع عن هذا الشاب، واجتهدي في البحث عن رجل صالح يعفك، واستعيني بالثقات والنساء الخيرات، إذ لا حرج شرعا في أن تبحث المرأة لنفسها عن الزوج أو تعرض نفسها على من ترغب في أن يكون لها زوجا إذا راعت الأدب والحشمة، كما بينا في الفتوى رقم: 18430.
ولا تتبعي نفسك من هو مستغن عنك، ولا تلتفتي إلى نزغات الشيطان في دعوى الحب، وراجعي فتوانا رقم: 9360، وهي عن كيفية علاج العشق.
والله أعلم.