السؤال
أنا مصابة بالوسوسة بشكل كبير، وكنت أعاني من خروج قطرات, وأخذت بحكم السلس بعد معاناة سببت لي تأخير الصلوات، وأحيانًا أحس بخروجها فعلًا، وذهبت إلى الطبيب فقال: كل شيء سليم, وهذه وسوسة ـ والحمد لله ـ وحاليًا أرش الملابس, وأتجاهل, وأبني على الطهارة, وسؤالي هو: المكان الذي كنت أجلس فيه وملابسي مبللة قد تخالطها بعض القطرات والأشياء التي كنت ألمسها، فهل هي نجسة؟ أحس بنجاسة كل مكان في البيت, وأخاف أن أجلس فيه، فما الواجب عليّ فعله؟ والمؤكد أن بعض الناس صلوا في نفس المكان، وما حكم الصلوات التي كنت أصليها؟ فبمجرد أن أكبر يخيل لي خروج الريح والقطرات, وبعد أن أسلم تزول عني هذه الأفكار.
الإجابــة
الحمد لله, والصلاة والسلام على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك مما ألم بك من شدة الوسواس.
وأما ما يجب عليك فعله: فإنه يتعين عليك الإعراض عنه بالكلية جملة وتفصيلًا, فصلاتك السابقة صحيحة, والأماكن التي تجلسين فيها طاهرة, ولا تتنجس بجلوسك عليها، وصلاة من صلى فيها صحيحة؛ إذ الأصل في الأماكن الطهارة لا النجاسة، ولا يحكم بتنجسها لمجرد أنك جلست فيها وثيابك مبللة, بل إن ثيابك المبللة نفسها طاهرة, ولا يحكم بتنجسها لمجرد شكك في خروج شيء, فاتقي الله تعالى, ولا تستمري في الاسترسال مع الوسوسة, فإنها من الشيطان؛ ليصدك بها عن الصلاة، ويُثَقِّلها عليك حتى تتركيها، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21}.
ولا أدل على أن تلك الوسوسة من الشيطان مما ذكرته من أنها تنتهي بمجرد السلام من الصلاة.
والله أعلم.