السؤال
هذه رسالة وصلتني عن طريق الواتس، واحترت في محتوى الكلام.
سؤالي: هل يعتبر من سوء الأدب مع الله أو عدم إحسان الظن به قول: ربي إنْ كَان ليٌ مِكٌان فَيْ جَنتكَ فَخذنيٌ إليكَ، وإنْ كَان غيَر ذلكَ فاهدْنيَ ثمَ اهدٌنيَ، ثمَ اهدَنيْ، وْطهَر قلبيٌ وَخذنيَ إليكَ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لا نرى أن هذا من سوء الظن بالله تعالى، ولكنه مما يلاحظ على هذا الدعاء أن المسلم لا ينبغي له الدعاء بالموت إن لم يخف فتنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يتمنينّ أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي. وقوله: "من ضر أصابه" حمله جماعة من السلف على الضر الدنيوي، ويؤيد ذلك رواية ابن حبان: لا يتمنينّ أحدكم الموت لضر نزل به في الدنيا.
والحكمة من النهي عن تمني الموت في هذه الحالة، ما فيه من نوع اعتراض ومراغمة للقدر، وتارة يكون مباحاً إذا كان لخوف فتنة في الدين، كما في الحديث الذي رواه أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم: وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني غير مفتون. وفي الموطأ عن عمر أنه قال: اللهم كبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط.
والله أعلم.