الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل التخلص من الوساوس الشيطانية، وسبل التخلص من المعاصي

السؤال

شيخي الفاضل أنا في ضلال بعيد لا يعلمه إلا الله ولا أدري ماذا أفعل وأنا في أشد الحاجة لإرشادك لي، ومشكلتي هي أنني كنت في ضلال بعيد في بئر المعاصي، ومن الله علي بالتوبة وتبت إلى الله وأصبحت أصلي في المسجد ولا أسمع الأغاني ولا أشاهد الصور المحرمة وشعرت بالسعادة وانشراح الصدر وكأنني استيقظت من نوم عميق ولكن سرعان ما أوقعني الشيطان في شركه فأصبحت أشاهد المواقع القذرة وأتوب وأرجع إلى أن قاى قلبي وبدأت سحب البلاء فوقي فقد فقدت رقة القلب والخشوع وأصبحت أعمى البصيرة، ومع مرور الوقت أصبحت لا أندم ولا أشعر بشيء، أسمع آيات الوعيد والنذير ولا أتأثر إلى أن وصل الأمر إلى أن أعصي وقت الأذان وأنا منكب في المواقع القذرة والعادة السرية وتتطور الوضع إلى أنني أشك في الإيمان! ولا أدري كيف حدث هذا؟ لكن فجأة تأتيني وسوسة بأن هناك إله غير الله في عالم آخر وأنه لديه خلقه وشيء من الخرافات وأخاف أن يصدق قلبي هذا وأكون قد كفرت ـ والعياذ بالله ـ والآن منغمس في المعاصي، فماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما الوساوس فعليك بمجاهدتها والإعراض عنها، وكلما ألقى الشيطان في قلبك شيئا منها فلا تلتفت إليه وقل: آمنت بالله ثم انته، وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، واعلم أنك على خير ـ إن شاء الله ـ ما دمت تجاهد الوساوس وتسعى في التخلص منها، وانظر الفتوى رقم: 147101.

وأما المعاصي: فاعلم أن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد، ولا يحتاج الأمر منك إلا مجاهدة صادقة لنفسك لتكف عن هذه المنكرات، ويعينك على هذا أن تستحضر عظمة الله تعالى واطلاعه عليك وإحاطته بك، وأنه لا يخفى عليه شيء من أمرك، وأن تتفكر في الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، وأن تعلم أن الموت يأتي بغتة والآجال مغيبة، فتحذر أن تأتيك منيتك وأنت مقيم على ما يسخط الله تعالى، وأن تصحب أهل الخير والصلاح الذين تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى، وتترك الجلوس حيث يتيسر عليك فعل هذه المعاصي، وتكثر من ذكر الله تعالى ودعائه واللجأ إليه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، نسأل الله أن يتوب عليك ويهديك لأرشد أمرك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني