السؤال
هل معصية الوالدين في أمور الزواج تعتبر عقوقا لهما؟ علما بأنه تقدم لي رجل ذو خلق ودين وهو قريبي من جهة الأب ولكن هنالك خلاف عائلي نشب بعد خطبتنا في تحديد موعد الزواج، علما بأننا متفقان ولكن أهلنا مختلفون، وأخاف على مشاعر والدي أن أخذلهما أو أسيء إلى كرامتهما إذا قبلت زواجي بهذا الرجل، وقد أخاف أن أظلمه أو أجرح مشاعره، فقد تقدم لي شخص آخر وما زال هو من أريد أن أتزوجه وهو أيضا علي أمل تصحيح الأوضاع وأن يجمعنا الله في حلاله ويبعد عنا الفتن، أرجو الرد شاكرة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن طاعة الوالدين في أمور الزواج ليست واجبة بإطلاق، فمثلا لا يلزم الابن طاعة والديه في الزواج من امرأة بعينها؛ كما سبق في الفتوى رقم: 35285. كما لا يجوز إجبار البنت البالغة على الزواج ممن لا تريده على الراجح، وانظري الفتوى رقم: 3006.
أما طاعة الابن لوالديه في عدم الزواج من امرأة بعينها وكذلك طاعة البنت والديها في منعهم لها من التزوج من رجل بعينه: فإنها واجبة، كما سبق في الفتاوى التالية أرقامها: 27896، 136247، وما أحيل عليه فيها.
وعلى ذلك، فننصحك بالسعي والاجتهاد لإقناع والديك بالموافقة على زواجك من هذا الرجل، فإن أصرا على الرفض فعليك تقديم طاعتهما ورعاية كرامتهما ومشاعرهما على مشاعر ذلك الرجل، حيث إنهما لم يمنعاك من الزاوج مطلقا، وإنما رفضا شخصا بعينه، علما بأنه لا يمكنك شرعا التزوج بهذا الرجل إلا بموافقة والدك، لأن الولي من شروط صحة عقد النكاح، اللهم إلا إذا عضل الولي موليته، فإن الولاية تنتقل إلى الولي الذي بعده، كما سبق في الفتوى رقم: 32427.
والله أعلم.