الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في سؤال أهل العلم عن الوساوس بقدر ما ينتفع به السائل

السؤال

ما حكم تحاور المرء مع العلماء في وساوس العقيدة التي تدور في رأسه، إذا خشى على نفسه اتباعها؟ وهل يعتبر هذا خروجا عن الملة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكره العبد وخوفه، ونفوره من هذه الوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.

قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا، وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ.

وراجعي في ذلك الفتويين: 7950، 12300. فليس الأمر قاصرا على عدم الكفر، بل هو علامة الإيمان.
وأما سؤال أهل العلم عن هذه الوساوس، فلا حرج فيه بالقدر الذي ينتفع به السائل! لأن المبالغة في السؤال، والتقصي والتحري لا يزيد الموسوس إلا شدة في وسوسته!! فيتضرر ولا ينتفع؛ ولهذا فالأصل أن يوصى بالإعراض عن الوساوس بالكلية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني