الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس لا توقع الطلاق

السؤال

فضيلة الشيخ: عندنا رجل موسوس، طلق زوجته الأولى بعد خلافات، وبعدها مكث حوالي سنتين، تردد في الزواج من أخرى؛ لأنه موسوس. فسألنا له، فقالوا يتزوج، ولا يقع طلاقه إلا إذا نواه.
فتزوج منذ مدة، هو دائم التفكير في موضوعات الطلاق، ويخاف من وقوع الطلاق؛ لأنه لا يريد تطليق زوجته الثانية.
تأتيه أفكار الطلاق كثيرا ومنها الخلافات التي كانت بينه وبين زوجته الأولى، وكلمات الطلاق التي كانت تدور في الحوار، والخلافات التي كانت بينه وبينها هي وأهلها. يحاول أن يدفع هذه الأفكار وألا يفكر فيها خوفا من أن يخرج منه لفظ من ألفاظ الطلاق الصريح، لكن هذه الأفكار لا تخرج من تفكيره، أحيانا يدفعها، وأحيانا يسترسل معها مثل: هي قالت، وبالتالي مفروض أنا أقول كذا، وأهلها قالوا أنا أقول وغير ذلك. بعد ذلك يلوم نفسه لأنه فكر في ذلك؛ لأن ذلك قد يؤدى إلى النطق بأي كلمة من كلمات الطلاق.
السؤال: مع التفكير يبدأ لسانه في التحرك فيخاف ويتوقف بسرعة؛ لأنه يخشى من خروج لفظ طلاق صريح من فمه، بالرغم من أن ما يفكر فيه يخص زوجته الأولى التي بانت منه، لكن يخاف لأنه لا يريد طلاق الثانية، واللفظ الصريح لا يحدد من يقع عليه في تفكيره فقط زوجته الأولى.
هل وقع طلاق نتيجة التفكير الذي يتلخص في الحالتين:
1-عند محاولته دفع التفكير في موضوع طلاق زوجته الأولى ومشاكلها، نتيجة ضغط التفكير يبدأ لسانه في الحركة، فيتوقف بسرعة لأنه يخاف لأنه لا يريد طلاق زوجته الثانية، فينسى ولا يدري ما قال، وهل نطق بشيء أم مجرد تفكير ولا يتذكر ما نطق به هل يحتوي على ألفاظ طلاق صريحة أم لا؟
2-عند استرساله في التفكير في موضوع طلاق زوجته الأولى، وعدم دفع هذه الأفكار لتكرارها نتيجة ضغط التفكير يبدأ لسانه في الحركة فيتوقف بسرعة؛ لأنه يخاف لأنه لا يريد طلاق زوجته الثانية، فينسى ولا يدري ما قال وهل نطق بشيء أم مجرد تفكير، ولا يتذكر ما نطق به هل يحتوي على ألفاظ طلاق صريحة أم لا؟
يعني الحالة الأولى التفكير الذي لم يستطع التخلص منه، دفعه للكلام بدون إرادة منه.
والحالة الثانية التفكير الذي استرسل معه بإرادته، جعله يتكلم بدون إرادة منه.
هل كما سأل قبل الزواج قالوا موسوس لا يقع طلاقه، وبالتالي لا يقع الطلاق أم يوجد فرق؛ لأنه أحيانا استرسل في التفكير بإرادته؛ لأن أفكار الطلاق لا تفارقه فنطق لسانه بدون إرادته فممكن يقع؟
تكرر ذلك مرارا لأنه دائم التفكير. ما رأى فضيلتك لا يقع شيء على زوجته الثانية لأن نيته الأولى؟ أو لو خرج منه لفظ يقع على الثانية؛ لأنه لم يحدد. عندما يلاحظ أنه بدأ يخرج منه كلام يصرف نفسه عن الموضوع تماما حتى لا يزيد، ويخرج أي لفظ لا يريده، وبالتالي فهو ناس ولا يتذكر شيئا هل خرج لفظ صريح أم لا؟ وكيف يتذكر وكيف تحل المشكلة؟ أي هل وقع طلاق على زوجته الثانية؟ وهل تكرار ذلك يوقع طلاق على الثانية وماذا يفعل لأنه لا يستطيع التخلص من هذه الأفكار؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكل هذه الوساوس المذكورة في السؤال لا يقع بها طلاق، أما إذا طلق الموسوس مختاراً، قاصدا للفظ الطلاق مدركاً لما يقول، فطلاقه نافذ، كما بيناه في الفتوى رقم:56096
وعلى هذا الرجل أن يعرض عن هذه الوساوس ولا يلتفت إليها.

وللفائدة في ما يعين على التخلص من الوساوس راجع الفتاوى أرقام: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601
وننصحه بمراجعة قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني