السؤال
هناك موقع على الإنترنت فيه نظام دعوة، فإذا دعوت شخصًا فإنهم يعطونك 3 سنت عن كل إعلان، ولا تخصم من المدعو، ولكنها هدية من الشركة، وأنا عندي حسابان: أحدهما: أدعو به للإيميل الثاني، أرفع به الرصيد، وألغيه، وأسجل ثانية لأرفع الرصيد، وألغيه - كأني أدعو نفسي عدة مرات - والرصيد يزيد، فهل هذا حلال أم حرام - جزاكم الله خيرًا -؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن دعوة الناس إلى الخدمات والسلع المباحة ـ بنشر روابط الإعلانات الخالية عن المحذورات الشرعية ـ بأجر: أمر مباح، وهو ما بيناه في الفتاوى: 52763، 115491.
أما إذا حصل من الداعي احتيال، بحيث يدعو أشخاصًا وهميين، أو يكرر الدعوة لنفس الشخص بطريقة ملتوية، أو يدعو نفسه عدة مرات بتوهيم تعدد الأشخاص، وإنما المتعدد الحساب ، أو غير ذلك مما يبتكره المخادعون: فهذا من الاحتيال الممنوع، والكسب عن طريقه غير مشروع؛ إذ من الواضح عرفًا أن الدعاية ليست مرادة لذاتها، بل لكسب مدعويين جدد حقيقيين للشركة، فهذا مما ينافي الشروط العرفية للدعاية، والمعروف عرفًا كالمشروط شرطًا ، والمسلمون على شروطهم، وقال الشيخان البهوتي، والحجاوي في الإقناع، وشرحه ممزوجين: والحيل التي تحرم حلالًا، أو تحلل حرامًا) أي: التي يتوسل بها إلى ذلك (كلها محرمة، لا تجوز في شيء من الدين).
فهذا المال المكتسب بالخداع، والاحتيال لا يحل لك، ويجب رده على باذله.
فإن عجزت: فبابه الصدقة عن مستحقه في المصالح العامة للمسلمين، أو الفقراء والمسالكين.
والله أعلم.