السؤال
في الحديث النبوي: من قرأ القرآن وعمل به ألبس والداه تاجا يوم القيامة ـ فهل المقصود به من حفظ القرآن غيبا؟ أم من يقرؤه من المصحف؟ وهل الحديث الذي فيه: مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ـ يقصد بحافظ في الحديث حفظ الغيب الذي عن ظهر قلب؟ أم يقصد به معنى آخر؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث المشار إليه هو: قوله صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن. رواه الحاكم وغيره، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب.
وفي لفظ: من قرأ القرآنَ فأكملَهُ..
وفي الأوسط للطبراني ومسند الإمام أحمد وغيرهما: من قرأ القرآنَ فاستظهرَهُ وحفظه.. الحديث، وقد تكلموا في سنده.
وجاء في مرقاة المفاتيح للملا قاري: أَيِ اسْتَظْهَرَ حِفْظَهُ بِأَنْ حَفِظَهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِهِ..
وفي سلسلة علو الهمة للمقدم: ومعناه: أن أباه وأمه يثابان إذا حفظ الابن القرآن.
وفي الحديث الآخر المرفوع في فضل حفظ القرآن: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة.. الحديث رواه مسلم.
ولا يمكن للشخص أن يكون ماهرا به وهو لا يحفظه، قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في شرح مسلم: الماهر: الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف ولا يشق عليه القراءة لجودة حفظه، وإتقانه..
ولذلك، فإن المزية المذكورة ليست في من يقرأ القرآن مجرد قراءة، وإنما هي في حامل القرآن الذي يحفظه، وإلا فإن كل المسلمين أو جلهم يقرؤونه أو يقرؤون منه، وللمزيد من الفائدة عن حفظ القرآن انظر الفتويين رقم: 10941، ورقم: 168703.
والله أعلم.