السؤال
أنا مطمئن بصريح الإيمان، والعقيدة الصحيحة في الله ورسله، ولكن تأتيني وساوس أنا برئ منها، ولا أستطيع التكلم، ولا العمل بها.
وأحيانا أغضب بشدة بسبب الوساوس، فأسب الشيطان، وأسب الكفار، والأوثان بكلمات فاحشة، ولكن عندما أسبهم تأيني مجددا وساوس تقول لي: قصدت كذا وكذا، وأنا لم أقصد بفعلي ذلك أبدا شيئا من تلك الوساوس التي تأتيني، أنا أسب الكفار لا غير، وأنا بريء من هذه الوساوس التي تقول قصدت كذا، فأنا ما قصدت أبدا -والعياذ بالله- أخاف أن أكون مؤاخذا أو معذبا بسبب هذه الوساوس لاسيما عندما أسب الكفار فتأييني وساوس تقول لي قصدت كذا وأنا لم أقصده أبدا.
فهل أنا مؤاخذ أو آثم بسبب ما ذكرت لكم؛ لأني أخاف أن يحبط عملي بسبب ما ذكرت لكم، وأخاف من الوقوع في الكفر والعياذ بالله.
فهل أنا مؤاخذ وهل علي شيء؟
وجزاكم الله خيرا.
انصحوني ماذا يجب علي أن أفعل عندما تأتيني الوساوس: هل أرد عليها؟ وهل أنا آثم أو مؤاخذ بسببها؟ وماذا أفعل؟
انصحوني وأفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وهذه الوساوس لا تصير بها كافراً، ولا آثماً، بل كراهتك لها هي صريح الإيمان كما بينا بالفتوى رقم: 135798.
وأما سب الشيطان فينبغي تركه؛ وراجع الفتوى رقم: 26335. وراجع أيضا حكم سب الكافر بالفتوى رقم: 138173.
وقد نهينا عن مواجهة الكفار بسب آلهتهم؛ قال عز وجل: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ. [الأنعام:108] .
قال ابن كثير رحمه الله: يقول الله تعالى ناهياً لرسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن سب آلهة المشركين، وإن كان فيه مصلحة إلا أنه يترتب عليه مفسدة أعظم منها، وهي مقابلة المشركين بسب إله المؤمنين، وهو: الله لا إله إلا هو. اهـ.
وقال القرطبي رحمه الله: قال العلماء: حكمها باق في هذه الأمة على كل حال، فمتى كان الكافر في منعة، وخيف أن يسب الإسلام، أو النبي صلى الله عليه وسلم، أو الله عز وجل، فلا يحل لمسلم أن يسب صلبانهم، ولا دينهم وكنائسهم، ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلك. اهـ.
وننصحك بعرض نفسك على طبيب نفسي مع الانشغال بالأمور النافعة، ومن أعظم ما يعينك على ذلك الاستعانة بالله، وصدق اللجوء إليه، وكثرة الدعاء، وعليك بمراجعة الفتاوى أرقام: 216343، 116946 ، 3086.
والله أعلم.