الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس الطهارة والرياء

السؤال

أعاني من الوسواس في النية في العبادة عندما أريد الصلاة أو الذكر أو تلاوة القرآن, فعندما أريد أن أصلي وأنوي بقلبي الصلاة لله وأريد التكبير يأتي في خاطري أشخاص وكأني أنوي الصلاة لهم لا لله تعالى, وكذلك عند ذكر الله وقراءة القرآن فكلما أنوي العبادة لله أتتني هذه الوساوس, عانيت منها كثيرا, وأحيانا يمر ثلث ساعة وأحيانا نصف ساعة تقريبا وأنا أحاول تثبيت نية الصلاة لله, وفوق هذا أنا أصلا أعاني من صداع مزمن، فأحيانا عند الصلاة أكون مصابا بالصداع وأجد صعوبة في تثبيت نيتي للصلاة لدرجة أنني في بعض الأحيان نطقت بالنية مع علمي أن النطق بالنية غير مشروع وهي من البدع، هذا الأمر سبب لي حرجا وخاصة عندما أكون في العمل يعاتبني مسؤول العمل وهو غير مسلم على هذا التأخير, فهل إذا نويت الصلاة لله ثم قبل التكبير أتتني هذه الوساوس أصلي للمخلوقين وكبرت للصلاة يؤثر هذا على صحة الصلاة؟ وكذلك أتأخر كثيرا في قضاء الحاجة وفي الوضوء حتى تصل أحيانا نصف ساعة لقضاء الحاجة والوضوء, وساعة كاملة تقريبا للغسل من الجنابة, فكيف الخلاص من هذا. جزاكم الله خيرا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالوسوسة من شر الأدواء وأخطر الأمراض التي متى تسلطت على عبد أفسدت دينه ودنياه، وليس للوساوس علاج سوى الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، كما بينا ذلك مرارا، وانظر الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.

فإذا أردت الصلاة فانو مخلصا لله تعالى ثم كبر للإحرام مباشرة، ولا تلتفت إلى الوساوس مهما حاول الشيطان أن يوهمك أنك تصلي للمخلوقين ولا تصلي لله، واعلم أن هذه الوساوس لا تضرك أبدا ولا تؤثر على صحة صلاتك بحال، فلا تتأخر عن التكبير، بل جاهد نفسك على الإسراع به، وإذا قضيت حاجتك فاستبرئ بحيث يغلب على ظنك أنك أزلت النجاسة ثم بادر بالقيام، وإذا أردت الوضوء فاغسل العضو مرة أو مرتين أو ثلاثا ولا تزد مهما وسوس لك الشيطان أو حاول إيهامك بأن طهارتك ناقصة، وهكذا فافعل في جميع أمورك، تعرض عن الوساوس ولا تبالي بها حتى يعافيك الله تعالى ويذهب عنك هذا الداء بمنه وكرمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني