السؤال
ما الفرق بين أنصار السنة والصوفية؟ وما سبب الخلافات بينهما، مع أن كليهما يشهدان أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله؟ ولماذا كل واحد منهما يرى الآخر صاحب بدعة وضلالة، وصاحب اعتقادات خاطئة، وأن طريقته المتبعة على حق - بارك الله فيكم -؟
ما الفرق بين أنصار السنة والصوفية؟ وما سبب الخلافات بينهما، مع أن كليهما يشهدان أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله؟ ولماذا كل واحد منهما يرى الآخر صاحب بدعة وضلالة، وصاحب اعتقادات خاطئة، وأن طريقته المتبعة على حق - بارك الله فيكم -؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد وُجِّه نحو هذا السؤال للشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى -: هنالك طرق كثيرة جدًّا، مثل الطريقة البرهانية، والطريقة الشاذلية، والطريقة الدسوقية، والطريقة التيجانية، إلى آخر هذه الطرق، ومن بينها جماعة أنصار السنة المحمدية، وهي جماعة التوحيد التي تقتدي بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، أرجو من سماحة الشيخ أن يتفضل بنصيحة مطولة إلى مشايخ وعوام هذه الطرق؛ لكي يسيروا في درب المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة»؟
فأجاب ـ رحمه الله ـ فقال: الطرق الصوفية كثيرة لا تحصى، وهي تزيد على طول الزمان، وأكثرها فيه من الشر، والفساد، والبدع ما لا يحصيه إلا الله عز وجل، وكل طريقة فيها قسط من الباطل، وقسط من البدع، لكنها متفاوتة، بعضها شر من بعض، وبعضها أخبث من بعض، والواجب على جميع المتصوفة أن يرجعوا إلى الله، وأن يتبعوا طريق محمد عليه الصلاة والسلام، وأن يأخذوا بما جاء في الكتاب والسنة، ويسيروا على نهج سلف الأمة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأتباعهم بإحسان، بطاعة الأوامر، وترك النواهي، والوقوف عند حدود الله، وعدم إحداث أشياء ما شرعها الله، ليس لهم أن يوجدوا طرقًا يتعبدون بها لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه، بل يجب أن يحاسبوا أنفسهم، وأن يدعوا كل ما خالف الشرع المطهر، من طقوسهم، وأذكارهم الاجتماعية، وغير هذا مما أحدثوه في الدين، سواء كانوا من القدامى في القرن الثالث والرابع أو من المحدثين، الواجب على جميع المسلمين أن يلتزموا الطريق الذي بعث الله به نبيه عليه الصلاة والسلام، وهو توحيد الله، والإخلاص له، وطاعة الأوامر، وترك النواهي ظاهرًا وباطنًا، وأن يلتزموا بذلك، وأن يحذروا البدع والخرافات التي أحدثها الناس، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد»، وقال في خطبة الجمعة: «إن خير الحديث كتاب الله، وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة»، سواء كانت الطرق التي أحدثها الناس قديمة، أو جديدة الواجب تركها، واعتماد الطريق الذي سلكه المسلمون في عهده صلى الله عليه وسلم، إلى يومنا هذا، وهو اتباع كتاب الله والسنة، والاستقامة على دين الله، كما جاء عن الله، وعن رسوله، من غير زيادة ولا نقصان.
وأما إحداث طقوس، أو طوائف جديدة، لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه، فهذا لا يجوز، وهذا هو الذي يسمى البدعة، وأنصار السنة المحمدية من خيرة الناس في مصر، وفي السودان، أنصار السنة هم الذين يدعون إلى التمسك بكتاب الله، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وليسوا من الفرق الضالة، بل هم من فرقة أتباع الكتاب والسنة؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الفرق: «وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قيل من هي - يا رسول الله -؟ قال: الجماعة» الذين اجتمعوا على الحق، وساروا على نهج النبي صلى الله عليه وسلم، وهم الصحابة، ومن سلك سبيلهم، وفي رواية أخرى: «هم من كان على ما أنا عليه وأصحابي»، يعني الذين تمسكوا بطريق النبي صلى الله عليه وسلم، وطريق أصحابه، وساروا عليه، فالواجب على المسلمين أن يلزموا هذا الطريق، وهو طريق النبي صلى الله عليه وسلم ... اهـ.
وراجع في جماعة أنصار السنة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 39218، 153305، 31320، وراجع في الطرق الصوفية الفتويين: 8500، 47064.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني