السؤال
لقد قرأت في فتاواكم أن لفظ الكناية في الطلاق، لا يقع إلا بالنية المقارنة له، وقد تذكرت بعض الشجارات التي حصلت بيني وبين زوجتي في بداية زواجي، أي: منذ عامين، ومن المحتمل أني تلفظت بكنايات الطلاق، وأنا متأكد أني لم أقلها لها أثناء الشجار مباشرة، ولكن شكي هو في التخيلات، والحديث الذي يدور بيني وبين نفسي بعد المشاجرة؛ إذ إني أحيانًا أتخيل الشجار الدائر بيني وبينها، وأغضب، وربما أقول كنايات الطلاق، ولكني لا أستطيع التأكد من نيتي، كما أني لا أتذكر ما قلت، وهل تلفظت به أم هو مجرد حديث نفس؛ حيث إني أتخيل كثيرًا، وتخيلاتي في الغالب تكون حديثًا نفسيًا، وأحيانًا أتخيل أننا أمام القاضي في خصومة، أو أنها في بيت أهلها نتيجة شجار بيني وبينها دون أن يكون هناك حديث نفسي بكنايات الطلاق، أو التفكير فيه، أما الصريح فلم أتلفظ به إطلاقًا، لكن الذي أعرفه عن نفسي في الوقت الحالي أني عندما أتخيل موقف مشاجرة مع زوجتي، أو أهلها، وأغضب، أقول كناية الطلاق في نفسي، ولكن دون أن أنوي شيئًا؛ لأنني لم أفكر فيه مسبقًا، ثم بعد ذلك أتخيل أنها ذهبت عند أهلها، وأني دخلت في خصومة معهم، وبما أن النية هي عقد القلب، والعزم على فعل شيء ما، فأنا لا أتذكر أني نويت الطلاق جازمًا يومًا ما، وبفعل الشك والوساوس اختلطت عليّ الأمور بين التخيل والنية، وقد عزمت على الإقلاع عن هذه الظاهرة، وأنا أبذل مجهودًا كبيرًا لكبحها؛ حيث إنه كلما راودتني التخيلات أكبحها مباشرة بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، كما أني في واقع الأمر لا أنوي الطلاق أبدًا، فأنا مع كل هذا أحب زوجتي، أفيدوني - بارك الله فيكم - فقد تعبت من الشك، ومحاولة تذكر ما حصل معي، وهل تلفظت أم لا.