السؤال
ما هو شرح مقولة: إذا أراد الله بعبد خيرا سخر له خلقه؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نجد ـ بعد البحث ـ أحدا من أهل العلم ذكر هذا الكلام، فضلا عن أن يكون مأثورا عن أحد من السلف، وإنما ذكره بعض الدعاة المعاصرين، وظاهر هذا الكلام أن الله إذا أراد بعبد خيرا هيأ ويسّر له من خلقه من يعينونه على أموره، وهذا معنى صحيح، ولكن الخير كل الخير أن يهيئ الله لعبده من يعينه من عباده على أمور دينه التي بها يكون صلاحه وفلاحه في الدنيا والآخرة، وذلك بأن يذكروه إذا نسي، ويعلموه إذا جهل، ونحو ذلك من وجوه الإعانة في الدين، وهذا المعنى قد جاء في الحديث الذي رواه أبو داود في سننه عن عائشة ـ رضي اللَّه عنها ـ قالتْ: قالَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: إِذَا أرَادَ اللَّه بالأمِيرِ خَيْراً، جَعَلَ لَهُ وزيرَ صِدقٍ، إنْ نَسي ذكَّرهُ، وَإن ذَكَرَ أعَانَهُ، وَإذا أَرَاد بهِ غَيرَ ذَلِكَ جعَلَ لَهُ وَزِيرَ سُوءٍ، إنْ نَسي لَمْ يُذَكِّره، وَإن ذَكَرَ لَمْ يُعِنْهُ. صححه الألباني.
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في شرح رياض الصالحين عند هذا الحديث: يجب أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى يبتلي العبد فتارة ييسره لأخلاء صدق يدعونه للخير يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر ويعينونه على ما يعجز عنه، وتارة يبتلى بقوم خلاف ذلك. انتهى.
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الداء والدواء: وَفِي مَرَاسِيلِ الْحَسَنِ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ خَيْرًا جَعَلَ أَمْرَهُمْ إِلَى حُلَمَائِهِمْ وَفَيأَهُمْ عِنْدَ سُمَحَائِهِمْ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ شَرًّا جَعَلَ أَمْرَهُمْ إِلَى سُفَهَائِهِمْ، وَفَيأَهُمْ عِنْدَ بُخَلَائِهِمْ. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني