الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من حلف على إلغاء كفاراته السابقة إذا فعل شيئا ما

السؤال

حلفت بالله أنني إذا فعلت شيئا معينا فإن جميع كفاراتي السابقة تكون ملغاة بعد زواج شخص كنت قد ذكرت اسمه، فهل تكون كفاراتي السابقة ملغاة بمجرد زواجه وفعلي لما حلفت أن لا أفعله؟ وهل علي إعادة الكفارات؟ وماذا يجب علي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما فعلت من الكفارات لا يمكن إلغاؤه بحلفك على وقوع شيء أو فعله أو تركه، لأن العبادة لا يمكن إلغاؤها بعد الفراغ منها، قال السيوطي رحمه الله: نوى قطع الصلاة بعد الفراغ منها لم تبطل بالإجماع، وكذا سائر العبادات.

وفي مواهب الجليل في شرح مختصر خليل: ورجح صاحب الطراز أن الرفض لا يؤثر بعد الفراغ من العبادة، وكذلك قال اللخمي: إنه القياس.

وقال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله ـ في الشرح المتع: قاعدة: قَطْعُ نيَّةِ العبادة بعد فعلها لا يؤثِّر.

ولذلك، فإنك لا تعيد الكفارات التي كنت قد فعلتها إذا حصل ما علقت الحنث عليه، ولكن عليك كفارة يمين إذا حصل ما علقت عليه الحنث في حلفك بالله على إلغاء الكفارات التي فعلتها سابقا، لأن إلغاءها مستحيل، والحلف على المستحيل تلزم منه الكفارة، جاء في كتاب الإقناع للحجاوي الحنبلي: وإن حلف على فعل مستحيل... انعقدت يمينه وعليه الكفارة في الحال لاستحالة البر في المستحيل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني