السؤال
أنا إمام مسجد، ولكني لست رسميا، لأني أجنبي.
وصديقي مؤذن رسمي، محافظ على الأذان، وسيعطيني المبلغ الذي يحصل عليه من الأوقاف، لكي يساعدني هذا المال في المحافظة على الإمامة. علما بأني لو تركت الإمامة بحثا عن عمل، فلن يكون هناك إمام غيري؛ لأن أكثرهم لا يجيدون الإمامة، ويهربون منها.
هل أستعفف عن أخذ هذا المال وأترك الإمامة أم آخذ هذا المال؟
لقد ذكرت هذا الكلام خوفا من أن يمن علي المؤذن في المستقبل.
وأعتذر على الإطالة.
في أمس الحاجة للجواب.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في أخذ هذا المال من صاحبك لأجل أن تتفرغ لإمامة الناس، وأخذ الأجرة على الإمامة جائز، وبخاصة إذا دعت إليه حاجة.
قال في الإنصاف: وَقَالَ فِي الرِّعَايَةِ قُبَيْلَ صَلَاةِ الْمَرِيضِ: وَيُكْرَهُ أَخْذُ الْأُجْرَةِ عَلَى الْإِمَامَةِ بِالنَّاسِ وَعَنْهُ: يَحْرُمُ. انْتَهَى.... وَقِيلَ: يَصِحُّ لِلْحَاجَةِ. ذَكَرَهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -، وَاخْتَارَهُ. انتهى.
وإن أردت الاستعفاف خوفا من أن تكون لهذا الرجل عليك منة، فأنت وذاك، وليلتمس أهل المسجد من يصلي لهم، وانظر أنت في أرجح المصلحتين فحصلها، وأكبر المفسدتين فادفعها.
والله أعلم.