السؤال
والدي كلما رآني يناديني، ويقول لي: تعال اسمع البرنامج الديني الموجود في التلفزيون.
فهل علي كلما أتى برنامج ديني سواء في التلفزيون أو غيره أن أسمعه حتى وإن كان مفيدا جدا جدا.
فماذا أفعل في حياتي؟ فأحيانا أكون مشغولا بترتيب احتياجاتي، أو فعل أي شيء عادي في حياتي، قد يكون ما أفعله غير مهم ولكن هل لا بد أن يضيع يومي على برامج دينية مفيدة؟
فماذا أفعل مع أبي فهو لا يريد أن يقتنع وهل أنا مخطئ فيما أقوله؟ وهل علي أي ذنب؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئا لك بأب يحضك على سماع العلم حضا، ويا لها من نعمة عظيمة، فكثيرا ما ترد إلينا أسئلة يأمر فيها الآباء أولادهم بالمعاصي - عياذا بالله - وينهونهم عن فعل الطاعات، ويعوقونهم عن طلب العلم.
أما سؤالك فهو نادر في مضمونه.
وقد ذكر العلماء لوجوب طاعة الوالدين ضوابط، حاصلها: أن يكون في غير معصية، وأن يكون لهما غرض صحيح في ذلك، وأن لا يكون فيه ضرر على الولد فيما أمراه به. وانظر الفتوى رقم: 76303
فإن كان سماعك لهذه البرامج يتسبب في تركك لأمر واجب، أو يسبب لك ضررا في أمور معاشك، فلا تلزمك طاعة والدك في ذلك، وإلا فالأصل وجوب طاعة الوالدين في غير معصية.
واعلم أن وقت جلوسك مع والدك لسماع العلم ليس ضائعا، بل فيه خير كثير، فهو جامع بين طلب العلم، وبر الوالدين الذي هو من أحب الأعمال إلى الله.
وينبغي على الأب ألا يتسبب في إملال ابنه وإدخال السآمة عليه، بل يترك له وقتا يروح فيه عن نفسه، وكما قيل: روحوا القلوب تعي الذكر. ويمكنك أن توسط بعض أهل الحكمة والصلاح في أن يكلموا والدك في ذلك.
والله أعلم.