الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول المسلم لنصراني: إني أعزك وتقبيله ومعانقته له

السؤال

هل يصح أن أقول لشخص نصراني: "إني أعزك" لأنه كلما رآني دعاني، وحضنني، وقبلني، وسلم عليّ، وأقصد بالكلمة أنه إنسان كرمه الله وحرمه، وجعل أجرًا لنا إن أحسننا إليه، أو وفقنا الله وكنا سببًا في هدايته؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن قولك لنصراني: (أعزك) يعني أن له قدرًا واحترامًا في نفسك، وهذا القدر والاحترام إن كان سببه أخلاق هذا النصراني، وحسن معاملته، ونحو ذلك من أمور الدنيا المباحة، فيجوز بشرط أن يكون في قلبك بغض له من جهة أخرى، وهي جهة كفره؛ فإن الله تعالى يقول: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ... {المجادلة:22}.
وأما تقبيل الكافر، ومعانقته: فمن أهل العلم من كرههما، ومنهم من حرمهما؛ لأنهما يوجبان المودة المنهي عنها، وراجع الفتوى رقم: 220054.
وننبهك إلى أن الإحسان إلى من أحسن إلينا منهم، ودعوتهم إلى دين الله لا يتنافى مع بغضهم لما هم عليه من الكفر بالله تعالى، وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى: 115345.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني