السؤال
كنت قد حلفت ألا أعود لمعصية، وأول أمس كنت أتقرب إليها - ككل مرة - وأبتعد عنها بسرعة، ولكني فعلتها بغير قصد، وواللهِ إنني نادم، وأعيش همًّا، ولا أدري ماذا أفعل، فهل لها كفارة أم لا؟
السؤال الثاني: توفي أحد الذين أعرفهم، وهو شاب في مقتبل العمر - 18 عامًا – بحادث، وكل أصدقائه على الفيسبوك وضعوا صوره، وقاموا ينعونه، فما حكم وضع صورة شخص قد مات؟ وشكرًا لكم، وثبتكم الله على الحق.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من حلف على ترك معصية وحنث في يمينه، وجبت عليه كفارة اليمين، فإن شاء أطعم عشرة مساكين، وإن شاء كساهم، وإن شاء أعتق رقبة، فأي ذلك فعل أجزأه، فمن لم يجد وجب عليه صيام ثلاثة أيام، والأصل في ذلك قوله تعالى: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعّامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ {المائدة89}.
وعليه؛ فإن كنت قد حلفت على ترك معصية معينة، ثم فعلت تلك المعصية، فإنك قد حنثت في يمينك، ومن ثم وجبت عليك الكفارة على النحو المتقدم.
ويجب عليك المبادرة إلى التوبة الصادقة من تلك المعصية، وغيرها من المعاصي، فإن التوبة النصوح مكفرة لما قبلها، وجاهد نفسك، واستعن بالله بالالتجاء إليه، والاستغاثة حتى يكفيك شرور الشيطان، والنفس الأمارة بالسوء، مع استشعار سعة رحمة الله تعالى، وعظيم عفوه.
وأما مسألة وضع صور للميت: فإن كان ذلك بغرض تهيج الأحزان، وتجدد اللوعة، فهذا غير جائز؛ لأنه من جنس النياحة, وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المراثي. كما رواه أحمد، وابن ماجه، وصححه الحاكم.
وأما لو لم يكن كذلك، وإنما هو بغرض تذكر الميت للدعاء له، والترحم عليه، ونحو ذلك مما ليس فيه محذور شرعي: فلا حرج فيه إن لم تشتمل الصور على مخالفة شرعية، وانظر في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 148889، 54969، 196727.
والله أعلم.