الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فوائد المصيبة للإنسان ودخولها تحت قوله تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئًا...

السؤال

هل المصيبة والمشكلة يمكن أن تكون فيها فوائد للإنسان؟ وهل تدخل تحت قول الله عز وجل: "وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم"؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمصائب من الابتلاء، ولا شك أن الابتلاء له فوائد وحكم جليلة قد سبق الكلام عليها في الفتاوى: 13270، 231847، 72118، وإحالاتها.

وكم من مكروه يصيب العبد، ويأتي من ورائه خير كثير، مصداقًا لقوله تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}

يقول ابن القيم - رحمه الله -: فمن صحت له معرفة ربه، والفقه في أسمائه وصفاته علم يقينًا أن المكروهات التي تصيبه، والمحن التي تنزل به فيها ضروب من المصالح والمنافع التي لا يحصيها علمه ولا فكرته، بل مصلحة العبد فيما يكره أعظم منها فيما يحب ، فعامة مصالح النفوس في مكروهاتها ، كما أن عامة مضارها وأسباب هلكتها في محبوباتها. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني