الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب ضعف الشعور بحلاوة الإيمان

السؤال

الإنسان عند بداية التزامه يشعر أنه قد أمتلك الدنيا وأنه سليم من المعاصي، هذا بجانب اللذة، ولكنه لا يعلم الذنوب والمعاصي وغيرها وكان يقع فيها بعد التزامه وما زال يشعر بما قد ذكرت في البداية؟ فما تفسير ذلك؟ وهل ينقص من إيمانه مع عدم ذهاب اللذة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن في السؤال ما ليس واضحا، ولكن ينبغي أن يعلم السائل الكريم أن مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة ـ وهي امتثال أمر الله تعالى والالتزام بأمره ونهيه بإخلاص، كما أنه ينقص بالمعصية ـ والعياذ بالله تعالى ـ

وعليه، فإن ما يصيبه من الوقوع في المعاصي أو التقصير في العبادة في بعض الأحيان قد يكون سببا لضعف الإيمان، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويجدد إيمانه بذكر الله تعالى والتوبة إليه والتفكر في الموت وما بعد الموت، وقد ذكرنا بعض أسباب الفتور عن الدين وعلاج ذلك في الفتوى رقم: 17666.

ومما لا شك فيه أن للإيمان حلاوة ولذة يشعر بها المؤمن، فقد روى الشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد من حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار.

قال الإمام النووي في شرحه لمسلم: قال العلماء: معنى حلاوة الإيمان استلذاذه الطاعات، وتحمله المشاق في رضى الله ورسوله، وإيثار ذلك على عرض الدنيا ومحبة العبد ربه سبحانه وتعالى بفعل طاعته وترك مخالفته، وكذلك محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ.

وأما ما يجده العصاة من اللذة: فلا يعتبر من حلاوة الإيمان، فمن الناس من قد يستحسن ما هو عليه ويستلذه يزين له سوء عمله فيراه حسناً فيكون ذلك مدعاة للإغراق في الضلال، قال تعالى: أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء {فاطر:8}.
ولمزيد فائدة راجع لفتوى رقم: 192991.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني