الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم شراء نسخة أصلية من البرامج التي يتم بها الإصلاح؟

السؤال

لقد سألتكم عن مقهى إنترنت من قبل، وتركت هذا العمل لوجه الله، وبدلت عملي إلى صيانة، وتصليح أجهزة الكمبيوتر، وأجهزة الهاتف النقال، فما حكم شراء نسخة أصلية للبرامج التي يتم الإصلاح بها مثل: الويندوز، والبرامج التي أصلح بها جميع الحواسيب التي تأتيني؟
السؤال الثاني: ما حكم إصلاح الكمبيوتر بالبرامج المجانية، وفي هذه الحالة أطلب ثمن الخدمة، لا ثمن البرنامج.
السؤال الثالث: ما حكم تحميل، وتنصيب تطبيقات، وألعاب، وبرامج إسلامية للجوال؟ مع العلم أني أطلب ثمن الخدمة، لا ثمن البرامج التي حملتها، أرجو منكم الرد بالتفصيل، لا التحويل إلى فتوى أخرى.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرًا فيما فعلت، وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن في حرصه على دينه، وحرصه على مكسبه، ومطعمه ليكون من حلال؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ [المؤمنون:51]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له. رواه مسلم عن أبي هريرة.

وأما ما سألت عنه، فجوابه: أن استعمالك للنسخة الأصلية لإصلاح كل الأجهزة، إذا لم يكن فيه مخالفة للشروط التي حصلت بها على تلك النسخة، بأن كان مأذونًا في ذلك، ولا تحايل فيه، ولا خداع، فلا حرج عليك فيه.

وأما لو كان في ذلك مخالفة لشروط منتجي البرنامج ومالكيه، واعتداء على حقهم فيه، فلا يجوز، كما بينا في الفتوى رقم: 118634

وأما استعمالك للبرامج المجانية غير المحمية في إصلاح الأجهزة، أو تنزيلها لمن يرغب فيها، وطلب أجرة مقابل تلك الخدمة، فلا حرج فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني