الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فضل مدافعة الوساوس والخواطر الشيطانية

السؤال

كنت موسوسة جداً من ناحية الكفر، فتعالجت، وذات مرة رجعت بي ذاكرتي إلى الماضي المرير، حيث كنت جالسة وحدي فمرت علي ذكرى وحادثة قديمة عندما أتاني الوسواس، ولا أعلم هل هذا من الشيطان يريد إفساد حياتي من جديد أم أنه إنذار من الله لي، فمرة من المرات سجلت في دار نسائية للقرآن الكريم، وكنت أريد إخبار أهلي، وما إن هممت بإخبارهم حتى جاءني الشيطان وقال ما هذا الرياء؟ فخفت.... وقلت لهم ذهبت إلى الدار وكانت..... لا أذكر الكلام نصاً لكن كان فيه احتقار واستصغار لدور القرآن، وشعور الاستصغار بداخلي أشعر به وبعدها انتبهت لما عملت، فتوقفت وندمت وخفت أن يكون كفراً، لأن الاحتقار والاستصغار لدين الله كفر، فما رأيكم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا نسأل الله لك العافية والسلامة من الوسوسة، واعلمي أن أحسن ما يساعدك على التخلص من هذه الوساوس هو أن تبتعدي عن الفراغ، وأن تعملي لك برنامجا يشحن وقتك ويشغل ذهنك، وأن لا تنفردي بنفسك، بل احرصي على مجالسة الخيّرات الملتزمات اللاتي يذكرنك إن غفلت، فبرمجي مع بعضهن برنامجا لطلب العلم ومدارسته ودعوة النساء للاستقامة والتوبة، واحرصي على الزواج إن لم تكوني متزوجة، وتعاوني مع زوجك على بناء أسرة مسلمة ينشأ فيها أبناء علماء يخدمون الدين وينصرونه ويذبون عنه، وعليك بالإعراض الكلي عن الاسترسال مع الشيطان في تذكر سوابق الوساوس فقد سئل ابن حجر الهيتمي عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب بقوله: له دواء نافع، وهو الإعراض عنها جملة كافية وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها، فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها.... فتأمل هذا الدواء النافع الذي علمه من لا ينطق عن الهوى لأمته، واعلم أن من حرمه فقد حرم الخير كله، لأن الوسوسة من الشيطان اتفاقاً، واللعين لا غاية لمراده إلا إيقاع المؤمن في وهدة الضلال والحيرة ونكد العيش وظلمة النفس وضجرها إلى أن يخرجه من الإسلام وهو لا يشعر: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا.. وذكر العز بن عبد السلام وغيره نحو ما قدمته، فقالوا: دواء الوسوسة أن يعتقد أن ذلك خاطر شيطاني، وأن إبليس هو الذي أورده عليه وأنه يقاتله فيكون له ثواب المجاهد، لأنه يحارب عدو الله، فإذا استشعر ذلك فر عنه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني